تجدد الاشتباكات في السويداء بين الجيش السوري ومسلحين وسط غارات إسرائيلية

مرصد مينا

تجددت صباح الأربعاء الاشتباكات المسلحة داخل مدينة السويداء جنوب سوريا، في أعقاب دخول وحدات الجيش السوري إليها يوم الثلاثاء، وذلك بعد يومين من المواجهات الدامية التي اندلعت بين مسلحين من الطائفة الدرزية ومسحلين من ابناء العشائر العربية، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.

وبحسب تقارير محلية، فإن مجموعات مسلحة تابعة لـ”مجلس السويداء العسكري” المتمرد على سلطة دمشق لا تزال تتحصن في بعض النقاط داخل مدينة السويداء، في حين تواصل وحدات الجيش السوري عمليات التمشيط والبحث عن المسلحين في مختلف أحياء المدينة، وسط أجواء من التوتر الشديد والخشية من تجدد المواجهات في أي لحظة.

وتزامناً مع استمرار الاشتباكات، أشارت وسائل إعلام سورية إلى تصاعد حركة النزوح من داخل مدينة السويداء باتجاه ريف درعا الشرقي، حيث يسعى المدنيون إلى الفرار من مناطق الاشتباكات التي باتت تشكل خطراً على حياتهم في ظل حالة الفوضى الأمنية.

على الصعيد الميداني في الجنوب السوري، نفذت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات جوية جديدة استهدفت أطراف محافظة السويداء، بالإضافة إلى غارة رابعة طالت مواقع تابعة للواء 52 في ريف درعا الشرقي، صباح الأربعاء، ما تسبب بمقلت عنصرين من الأمن العام وذلك في تصعيد رغم الإعلان الإسرائيلي السابق عن وقف الهجمات.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن طلبت من إسرائيل رسمياً وقف الهجمات الجوية ضد مواقع الجيش السوري في جنوب البلاد، وهو ما وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية متعهدة بوقف الهجمات اعتباراً من مساء الثلاثاء.

وفي السياق ذاته، كشف موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، نقلاً عن مصدر أميركي، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد مارست ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف الضربات الجوية ضد الجيش السوري في جنوب البلاد.

وبحسب ما أعلنه الصحفي براك رافيد عبر منصة “إكس”، فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية بأنها ستوقف الهجمات مساء الثلاثاء، غير أن الهجمات الجوية تجددت صباح الأربعاء، ما أثار علامات استفهام حول مصداقية التعهدات الإسرائيلية.

من جانبه، أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، عن قلق بلاده حيال التصعيد العسكري في الجنوب السوري، واصفاً الاشتباكات في السويداء بأنها “مقلقة لجميع الأطراف”.

وأضاف برّاك في منشور له على منصة “إكس”: “نحن منخرطون بشكل فعّال مع جميع المكونات في سوريا بهدف تحقيق التهدئة”.

كما أكد أن “سوء التوجيه وضعف التواصل يمثلان تحدياً رئيسياً أمام التوصل إلى تسوية سلمية تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف”.

وأوضح أن واشنطن تجري حالياً “مناقشات مباشرة ونشطة مع جميع الأطراف” في محاولة للوصول إلى حل سلمي شامل.

وكانت السلطات السورية قد دفعت، يوم الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة السويداء، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، وتمكنت وحدات الجيش من دخول المدينة بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار، جاء بعد سلسلة اتصالات أجرتها الحكومة مع وجهاء محليين في السويداء في مسعى لاستعادة السيطرة ووقف القتال.

قبل دخول الجيش، كانت المدينة خاضعة لسيطرة فصائل محلية درزية تولت إدارة الملف الأمني، إلا أن المواجهات الدامية مع مسلحين من العشائر العربية أجبرت السلطات على التدخل عسكرياً لاستعادة الاستقرار.

Exit mobile version