مرصد مينا – مصر
تعقد ملفُ سد النهضة بشكل كبير إلى درجة أنه بات من الصعب التكهن بالخيارات والسيناريوهات المُنتظرة، بعد دخول المصريين على الخط، ومُطالبتهم سُلطات بلادهم الانسحاب من اتفاقية «إعلان المبادئ» التي أبرمتها القاهرة مع أديس أبابا والخرطوم.
دعت حملة شعبية في مصر، السلطات إلى الانسحاب فورا من اتفاقية «إعلان المبادئ»، التي أبرمتها القاهرة مع أديس أبابا والخرطوم، عام 2015. مطالبة في بيان لها كل القوى السياسية بمختلف توجهاتها داخل مصر وخارجها لتجاوز أيّة خلافات وتوحيد موقفها ضد التنازل عن نهير النيل.
جاء ذلك في بيان للحملة، وهي باسم «باطل»، عقب إعلان إثيوبيا أمس الأربعاء، بدء ملء خزان السد بالمياه، قبل أن تتراجع عنه، وذلك بعد أيام من انتهاء جولة مفاوضات ثلاثية تعثرت كسابقتها على مدار نحو 10 سنوات.
وجاء في البيان: «يكون مطلبها (القوى السياسية) هو انسحاب مصر فورا من اتفاقية (إعلان المبادئ) مع إثيوبيا، البديل هو عمل استفتاء شعبي وليكن الصوت الأخير لشعب مصر، مع ضرورة إبطال الاتفاقية».
ووصف البيان الاتفاقية بـ«الكارثة الوُجودية على مصر ومستقبلها»، مهدداً بتنظيم استفتاء عبر منصتها الإلكترونية «ليسمه العالم صوت المصريين» في حال رفض السُلطات المصرية إجراء استفتاء شعبي على الاتفاقية التي أقدمت عليها منفردة بلا أيّ تفويض.
واختتمت بيانها بالقول: «نتمنى أن تخرج كل القوى السياسية بموقف موحد أمام الشعب، ولا تتأخر كما تأخرت مراراً. لتكن مصر حاضرها ومستقبلها هي الغاية والمبتغى لنا جميعا».
وفي عام 2015، أبرمت كل من مصر والسودان وإثيوبيا اتفاقية «إعلان المبادئ» بشأن التفاصيل الفنية وقواعد ملء وتشغيل السد على النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، وتنصُ الاتفاقية على الخطوط الإرشادية وقواعد الملء الأول للسد، وتشمل كافة السيناريوهات، بالتوازي مع عملية البناء.
ونقل التلفزيون الإثيوبي الحُكومي، أمس الأربعاء، تصريحات لوزير المياه والري والطاقة سيليشي بيكيلي، تؤكد بدء بلاده ملء السد، بعد يومين من ختام مفاوضات بين بلاده ومصر والسودان، لم تفض لاتفاق بينهم، وبعد تداول سريع للإعلان الإثيوبي في وسائل الإعلام، تراجع بيكيلي في تصريح لـ«أسوشيتيد برس» عن تصريحه السابق عن بدء الملء. فيما طالبت القاهرة خلال الساعات الماضية إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحُكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة بدء ملء خزان سد النهضة.