دعا الوسيط المصري، إسرائيل بوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في غزة، والذي وقعه الجانبين قبل أيام.
ووفقا لمصادر مطلعة، طالبت مصر بوقف كافة الغارات التي يشنها الطيران الحربي ضد المدنيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن القاهرة طلبت من إسرائيل العودة إلى الهدنة، محملةً تل أبيب مسؤولية التصعيد الأخير في القطاع.
ووفقاً للاتفاق الذي عقد بين فصائل فلسطينية وإسرائيل قبل يومين، فإن هدنة عامة تسري بين الطرفين، لا يتخللها أي مظاهر مسلحة أو مناوشات عسكرية، ولكن بحسب المصادر فإن الاتفاق لا يزال هشاً، وآيلاً للسقوط في أي لحظة، خاصة مع تواصل الغارات الإسرائيلية.
وبدأ التصعيد بين الجانبين، بعد أن استهدفت إسرائيل قياديين تابعين لحركة الجهاد الإسلامي، أحدهما في غزة والآخر في العاصمة السورية دمشق، في حين ردت الحركة الفلسطينية باطلاق رشقات من الصواريخ على المستوطنات المحاذية للقطاع.
وخلال المواجهات العسكرية، استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية، كما استهدفت بعدة صواريخ موقع حطين التابع لسرايا شمال قطاع غزة.
إلى جانب ذلك، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل عائلة فلسطينية مؤلفة من ثمانية أشخاص بينهم أطفال، جراء إحدى غاراته الجوية على قطاع غزة المحاصر، لكن قوات الجيش ادعت أن مقتل المدنيين كان عن طريق الخطأ.
إحدى الصحف الإسرائيلية تدعى “هآرتس”، نشرت اليوم الجمعة أن قوات الاحتلال حين شنت الغارة الجوية ليلة الأربعاء الماضية والتي استهدفت من خلالها منزلا سكنيا في منطقة دير البلح داخل القطاع لم تكن على علم بأن هناك عائلة تسكنه، ونقلت عن الجيش الإسرائيلي ادعائه أنه “قدّر أن المبنى في دير البلح كان خاليا، ولم يدرك أن عائلة كانت تسكنه”، مشيرة أن ذلك كان عن طريق “الخطأ”.
أمام حالة التصعيد المتنامي، دخلت مصر على خط الأزمة، طارحةً مبادرة لوقف إطلاق النار، وهو ما تم بالفعل قبل يومين، خاصة مع تهديد وزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينتس” بإمكانية تنفيذ الجيش عملية عسكرية برية واسعة ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
تزامناً، كانت جامعة الأزهر في مصر، قد ادانت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، والتي أدت إلى مقتل 20 فلسطينياً وإصابة العشرات، داعية المجتمع الدولي إلى بذل الجهود لوقف ما وصفته بـ”جرائم” الممارسات للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
إلى جانب ذلك، طالب الأزهر، الأمتين العربية والإسلامية، بدعم الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعم نضاله في وجه الاحتلال الظالم، على حد وصفها، مضيفةً في بيانٍ لها: “تلك الجرائم الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم، تكشف الوجه الدموي لهذا الاحتلال الغاشم الذي يستهدف الإنسان، ويقضي على الأخضر واليابس”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي