مرصد مينا
أظهرت بيانات من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع، أن هناك خطرا حقيقيا لحدوث مجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان.
وبحسب التقرير الصادر اليوم الخميس، فإن خطر المجاعة سيكون واقعا في حال تصاعدت الحرب التي بدأت في أبريل من العام الماضي، مما يجعلها أكبر أزمة جوع في العالم، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.
وأوضح التقرير الذي شارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية الأممية وشركاؤها، أنه “بعد 14 شهرا من الصراع، يواجه السودان أسوأ مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وأشار إلى أن تلك المناطق تشمل أجزاء من العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان وولاية الجزيرة.
كما كشف عن أن نحو 755 ألفا في السودان يواجهون “وضعا كارثيا” هو أحد أسوأ مستويات الجوع الشديد.
وأكد أن 8.5 مليون نسمة أو نحو 18% من السكان يعانون نقصا في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد ووفاة أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة وفقا لهذا التحديث من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
أيضا توقع التقرير أن يواجه ما لا يقل عن 534 ألفا من النازحين واللاجئين في الولايات المتضررة من النزاع مستويات “حرجة أو كارثية” من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
علما أن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” يتكون من خمس مراحل، تبدأ بمستوى “لا مشكلة” وهي الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي، ثم مرحلة “الضغط” ثم “الأزمة” ثم “الطوارئ”.
وخامسا تأتي مرحلة “الكارثة أو المجاعة” التي يفتقر فيها السكان كليا إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وتوقع التقرير أن يواجه أكثر من نصف سكان السودان أي 25.6 مليون شخص مستوى “الأزمة” أو ظروفا أسوأ خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2024.
وحذر من أن “خطر المجاعة يلوح في 14 منطقة، ما يؤثر على السكان والنازحين واللاجئين في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى وولايات الجزيرة وبعض النقاط الساخنة في الخرطوم”.
وبحسب التقرير فإن الوضع يعد “حرجا بشكل خاص” للسكان المحاصرين في المناطق المتضررة من النزاع المباشر أو انعدام الأمن ونقص الحماية، لا سيما في ولايات دارفور الكبرى وكردفان الكبرى والخرطوم والجزيرة.
كذلك أشارت نتائج التقرير إلى “تدهور صارخ وسريع” في وضع الأمن الغذائي، مقارنة بنتائج تقرير ديسمبر 2023، حيث زاد عدد الأشخاص بمرحلة “الأزمة” بنسبة 45% (من 17.7 مليونا إلى 25.6 مليونا)، كما زاد عدد الأشخاص بمرحلة “الطوارئ” بنسبة 74% (أكثر من 3.6 ملايين).
أما السكان الذين يواجهون مرحلة “الكارثة” فزاد عددهم من صفر إلى 755 ألفا، بحسب التقرير الدولي.
ووفقا للتقرير، يعد الصراع وانعدام الأمن والنزوح والصدمات الاقتصادية من المسببات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في السودان.
ونشبت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 14 شهرا في العاصمة ثم انتشرت سريعا إلى مناطق أخرى في البلاد.
وأشعلت الحرب فتيل موجات من أعمال العنف بدوافع عرقية في منطقة دارفور غرب السودان، وتسببت كذلك في أكبر أزمة نزوح في العالم وقسمت السيطرة على مناطق في البلاد بين طرفي الصراع.
ودفعت أزمة الجوع، التي قال برنامج الأغذية العالمي اليوم إنها الأسوأ في العالم، بعض السودانيين إلى أكل أوراق الشجر والتراب.