أفاد ناشطون سوريون من مدينة إدلب بأن 8 مدنيين قتلوا حتى اللحظة، خلال هجوم هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقا”؛ على بلدة كفرتخاريم في ريف المدينة، إلى جانب إصابة 40 آخرين، ما يجعل حصيلة الضحايا قابلة للارتفاع خلال الساعات القليلة القادمة.
وبين الناشطون أن مقاتلي الهيئة شنوا صباح اليوم الخميس، هجوماً عنيفاً على البلدة، بذريعة تطيرها من مجموعات وصفوها بـ”الشرذمة الفاسدة”، مهددين الأهالي باستخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة في حال لم يتم تسليمها لهم خلال وقت قصير.
إلى جانب ذلك، أشار الناشطون إلى أن الهجوم جاء بعد وقتٍ قصير من طرد الأهالي لأعضاء مجلس أعيان المدينة، الذي كان يتفاوض أمس الأربعاء مع الهيئة، واتفق معها على تسليمها كفرتخاريم بالكامل، محذرين في الوقت ذاته من ممارسات قد يتخذها مقاتلوا فتح الشام ضد الناشطين والمدنيين المعارضين لها.
كما أكد الناشطون أن مسلحي فتح الشام استهدفوا خلال الهجوم، سيارات إسعاف أثناء نقلها لعددٍ من جرحى الهجوم، مشيرين إلى أن مصير من كان في السيارات لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، وسط الأوضاع الصعبة التي لا تزال البلدة تعيشها.
خطوة هيئة فتح الشام لاقت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي، بين الناشطين السوريين، الذين أعربوا عن رفضهم لسياسة الهيئة وأجنداتها المشبوهة، لافتين إلى أنها الممارسات التي اعتاد الشعب السوري عليها طيلة سنوات الثورة، حيث كتب الناشط “علي العيد” على صفحته في تويتر: “كما عهدناها وفي كل الاوقات هيئة تسليم الشام ترد على قصف النظام وتحاصر كفرتخاريم، هذا هو طريقُ جهادهم، وهذا هو الجهاد الذي يصلهم بالحور العين، اللهم اجعل نهايتهم في كفرتخاريم”.
أما الناشط الإعلامي “محمود طلحة” فقد نشر على صفحته في تويتر مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة، مرفقاً إياه بعبارة: “حد المجاهدين من بلدة كفرتخاريم عاد من رباطه على ثغور حلب فوجد بلدته تدك بالمدافع على ايدي عصابة الجولاني”.
من جهته أشار الناشط الإعلامي “أبو أسعد الإدلبي” على موقع تويتر، أن عناصر الهيئة أجبروا عددا من السكان القاطنين على أطراف بلدة كفر تخاريم على الخروج من منازلهم، بهدف تحويلها لمقرات عسكرية، مؤكداً أن المسلحين استهدفوا كل شيء يتحرك على أطراف البلدة بما فيها المدنيين وسياراتهم.
تزامناً، تداول السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمظاهرات شهدتها مدن وبلدات ريف حلب وإدلب، منددةً بهجوم الهيئة على كفرتخاريم، مطالبين لفك الحصار عنها وإنهاء العملية العسكرية فيها، لا سيما وأنها تأتي بالتزامن مع تصعيد النظام ضد مناطق سيطرة المعارضة في أنحاء أخرى من المدينة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي