“الحمدلله أنها بأموالكم، وليست أموالنا”، هكذا عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن امتنانه لأمير قطر، تميم بن حمد، لتحمل بلده تكاليف توسعة قاعدة العديد، فضلا عن ضخ الاستثمارات بمليارات الدولارات في واشنطن. بلا مواربة، وبدون أي عمليات تضليل إعلامي أو فبركات، بإمكانك أن ترى وبكل وضوح حالة الذل الغير مسبوقة لأمير دولة قطر “تميم” أمام الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
فالأمير القطري، لم يتلعثم أبداً وهو يخاطب الرئيس الأمريكي: لقد قدمت لكم مبلغاً وقدره 185 مليون دولار أمريكي، بل استفاض أكثر وأكثر والضحكات تملئ وجهه، حيث قال: نقدر شراكتنا الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقد خلق هذا الرقم بالفعل وفق تميم- أكثر من نصف مليون وظيفة للأمريكيين! وأضاف الأمير القطري، وفق تقرير معلومات أعده مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي: يجب أن تكونوا سعداء “الأمريكان”، وعلى وجه التحديد سيادة الرئيس “ترامب”، لسماعكم خبراً أن هناك عجزاً تجارياً في بلدينا، لصالح الولايات المتحدة الأمريكية! ما جرى بين ترامب وتميم، وفق شبكة إرم نيوز الإخبارية، لم تكن علاقة زبائنية، بل كانت أشبه بالعبودية السياسية، يفخر بها مسرف المال بأنه حقق رضا السيد وهواجسه بتأمين الوظائف لنصف مليون من الأمريكيين، ويطمئنه بأنه دفع 185 مليار دولار، وهو رقم ضخم بالنسبة لدولة مثل قطر، بل إنه يتباهى في مذلة واضحة بالعجز المالي لصالح الولايات المتحدة على حساب القطريين.
وأثناء تغطية القناة القطرية للاجتماع الكبير، ربما عجز مترجم قناة الجزيرة عن حلب مفردات اللغة، فتلعثم خجلًا حين سمع ما يقوله الرئيس الأمريكي لأمير قطر. فيما سخر ترامب من تميم عندما أعلن أن 8 مليارات ستدفعها قطر أغلبها لتستضيف قاعدة العديد المزيد من العسكريين الأمريكيين، بقوله “أشكر الله أنها كانت غالبا من أموالكم وليست أموالنا وأفضل أن تكون كلها من أموالكم وليس من أموالنا”، وهو ما يعنى أنه يدرك جيدا مدى احتياج قطر لهذه القاعدة للحفاظ على علاقته بواشنطن حتى لو كانت ستكلفه المليارات.
وقال ترامب: “أنتم حليف عظيم، وقدمتم لنا المساعدة بمنشأة عسكرية رائعة، ومطار عسكري لم ير الناس مثيلا له منذ وقت طويل”، وأضاف مخاطبا الشيخ تميم ووفده: ;وحسبما أفهم، تم خلال ذلك استثمار 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليست أموالنا”. وكانت الولايات المتحدة وقطر قد اتفقتا في وقت سابق، على توسيع قاعدة “العديد” العسكرية، التي تحتضن آلاف العسكريين الأمريكيين، وتعتبر من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتمثل مركزا أساسيا لانطلاق عمليات قواتها الجوية في المنطقة.
وخلال اللقاء قال ترامب مخاطباً أمير قطر: ;إن استثماراتكم في الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر الاستثمارات في العالم، والاستثمارات التي تقومون بها هي موضع تقدير كبير، وأعلم الطائرات التي ستشترونها وكل الأشياء التي ستستثمرون فيها”. وأضاف ترامب قائلا إنه يرى الاستثمارات القطرية من منظور مختلف، فهي بمثابة توفير وظائف في الداخل الأمريكي، مشدداً في الوقت ذاته على أن إدارته حققت ما يقرب من 160 مليون فرصة عمل، وهو رقم قياسي لم يسبق أن حقق في السابق، وفقاً للرئيس الأمريكي.
رد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على خطاب ترامب، الذي وجه فيه الشكر إلى الدوحة، بحديثه عن التعاون والاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة. وقال أمير قطر في في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء أقامها وزير المالية، ستيفن منوتشين، موجها كلماته إلى ترامب: “الولايات المتحدة وقطر، شركاء وحلفاء وأصدقاء، فنحن نعمل معا على القضاء على الإرهاب ومصادر تمويله، وضمان عالم أكثر سلما وأمانا، وأعتقد أن توسعة قاعدة العديد أبرز دليل”. تابع تميم بن حمد آل ثاني في كلمة نقل نصها موقع “فاكت بيز”: “لكننا أيضا نتشارك أيضا في مؤسسات خيرية عديدة هنا، لدعم المحاربين القدامى، كما أن تعاوننا السياسي يخلق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، وسيستمر بلدينا في البحث عن المزيد من فرص الاستثمار لتعزيز الرخاء المشترك”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.