مرصد مينا
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الاثنين مجموعة قرارات هامة خلال أول أيام ولايته الرئاسية الثانية. تضمنت القرارات منح عفو كامل لنحو 1500 شخص من أنصاره المتورطين في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وهي الحادثة التي هدفت إلى تعطيل المصادقة على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية لعام 2020، معتبرًا أنهم “رهائن” يستحقون العفو.
وصرح ترامب بعد توقيع القرار في البيت الأبيض قائلاً: “هؤلاء هم الرهائن… نحو 1500 شخص سيتم العفو عنهم، عفوا كاملاً”.
كما أكد خلال تجمّع لاحق أنه سيعمل على إلغاء نحو 80 أمراً تنفيذياً أصدرتها الإدارة السابقة، مشيرًا إلى أن تلك الأوامر كانت “مدمرة ومتطرفة”، وأعلن عن تجميد فوري للوائح التنظيمية والتوظيف داخل الحكومة.
أوامر للحد من الهجرة
ووقع أوامر تنفيذية تعلن الهجرة غير الشرعية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك حالة طوارئ وطنية، وتصنف العصابات الإجرامية منظمات إرهابية، وتستهدف الجنسية التلقائية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة من المهاجرين غير الشرعيين في البلاد.
ووقع أيضا أمرا من المتوقع أن يعلق برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر. ولم يتوفر بعد نص الأوامر.
غزة، روسيا، والتجارة مع كندا والمكسيك
وتطرق ترامب خلال توقيعه الأوامر التنفيذية إلى الوضع في غزة، حيث وصف اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بأنه غير مضمون، مؤكداً أن القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان يبدو وكأنه “موقع هدم ضخم”، مع ضرورة إعادة بنائه بطريقة مختلفة.
وفي سياق آخر، أشار ترامب إلى إمكانية فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من كندا والمكسيك، مبرراً ذلك بسماحهما بعبور المهاجرين والمخدرات مثل الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. وأكد أنه ناقش الموضوع مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
انسحاب من اتفاقيات دولية
وفي بداية ولايته الثانية، أصدر ترامب كذلك أمراً تنفيذياً بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، مؤكداً أن الاتفاقية تشكل عبئاً على الاقتصاد الأميركي.
كما أرسل رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة يبلغها فيها بخروج بلاده من الاتفاقية.
بالإضافة إلى ذلك، وقع ترامب قراراً آخر يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أن المنظمة تفتقر إلى الاستقلالية وتعتمد بشكل غير عادل على التمويل الأميركي مقارنة بدول أخرى مثل الصين.
على الصعيد المحلي، وقع ترامب أوامر تنفيذية بتجميد التوظيف لضمان اختيار الأشخاص الأكفاء فقط، وأعلن عن إنشاء مجموعة استشارية تهدف إلى تخفيض قوة العمل في الحكومة وإلغاء بعض الوكالات الحكومية.
كما أمر بوقف المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة 90 يومًا لإجراء تقييم شامل لفعاليتها ومدى انسجامها مع السياسة الخارجية الأميركية.
خليج المكسيك و”تيك توك”
من بين القرارات اللافتة، وقع ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بتغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أميركا”، مبرراً ذلك برغبة الولايات المتحدة في تعزيز سيادتها.
كما قرر تأجيل قرار حظر تطبيق “تيك توك”، مشيراً إلى أن القرار النهائي بشأن التطبيق سيتم اتخاذه خلال 75 يومًا.
التحقيق في العجز التجاري
أيضا أصدر ترامب توجيهات للوكالات الفيدرالية بالتحقيق في العجز التجاري المستمر للولايات المتحدة، مع التركيز على معالجة ممارسات التجارة غير العادلة والتلاعب بالعملة من قبل بعض الدول.
جاء ذلك ضمن مسودة مذكرة تجارية للبيت الأبيض، حيث تضمنت توجيهاً بتقييم أداء الصين في إطار “المرحلة الأولى” من اتفاق التجارة الموقع عام 2020. الاتفاق كان يتطلب من الصين زيادة وارداتها من الصادرات الأميركية بقيمة 200 مليار دولار خلال عامين، إلا أن الجائحة أعاقت تحقيق هذا الهدف.
المذكرة أكدت ضرورة تقييم مدى التزام الصين ببنود الاتفاق، لتحديد الحاجة إلى تنفيذه أو إدخال تعديلات عليه.
جدير بالذكر أن هذه القرارات تمثل توجّهاً واضحاً لترامب نحو تعزيز السياسات التي تتماشى مع رؤيته، وتعيد رسم ملامح السياسة الأميركية داخلياً وخارجياً.