مرصد مينا
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يفكر في خيارات للحد من قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، بما في ذلك إمكانية شن غارات جوية استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهي خطوة قد تخرج عن السياسة التقليدية التي اعتمدت على الدبلوماسية والعقوبات.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الجمعة، أن هذا الخيار العسكري يخضع الآن لمراجعة جادة من قبل بعض أعضاء فريق ترامب الانتقالي، الذين يزنون الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، ودور القوات الأميركية في المنطقة، بالإضافة إلى تهديدات ميليشيات النظام الإيراني مثل حزب الله والميليشيات العراقية.
وقد أثار الضعف النسبي لموقف إيران الإقليمي، والكشف عن الأنشطة النووية الإيرانية المتزايدة، نقاشات داخلية حساسة بين المسؤولين الأميركيين. ومع ذلك، تبقى المناقشات في مراحلها المبكرة، وفقًا للتقرير.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على المحادثات، قولها، إن ترامب أعرب في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه بشأن اختراق نووي إيراني خلال فترة حكمه، مشيراً إلى أنه يبحث عن سبل لمنع هذا السيناريو. ويريد ترامب خططًا تُجنب واشنطن الدخول في حرب جديدة، خاصة تلك التي قد تؤدي إلى تصعيد مع إيران.
وإيران التي تمتلك حاليا كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع أربع قنابل نووية، باتت قادرة على إنتاج الوقود النووي في وقت قصير.
وتزامن هذا مع تصريحات سابقة لمسؤولين أميركيين أفادت بأن إيران قد تستغرق أشهراً لإنتاج سلاح نووي.
وفي إطار استراتيجيات الضغط المتزايد، يقوم فريق ترامب الانتقالي بإعداد ما يُسمى “استراتيجية الضغط الأقصى 2.0″، وهي خطة مكملة للعقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب في ولايته الأولى.
هذه الاستراتيجية تشمل أيضاً خطوات عسكرية قد تكون حاسمة في حملته ضد إيران، إلى جانب فرض عقوبات مالية أشد.
وفي سياق هذه الخطط، ظهرت مسارات محتملة: الأول يتمثل في تعزيز الضغط العسكري من خلال إرسال المزيد من القوات والطائرات الحربية الأميركية إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى بيع أسلحة متقدمة لإسرائيل لتعزيز قدراتها الهجومية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
أما الخيار الثاني فيتمثل في استخدام تهديد القوة العسكرية مع تشديد العقوبات لفرض قرار دبلوماسي على إيران، وهو النهج الذي جربه ترامب مع كوريا الشمالية في ولايته الأولى، رغم تعثره في النهاية.
لكن غير الواضح أي من هذه الخيارات سيختار ترامب، الذي أعرب في مقابلة مع “تايم” عن احتمال نشوب حرب مع إيران، خاصة بعد “التآمر الإيراني لاغتياله”. وقال ترامب: “يمكن أن يحدث أي شيء.. إنه وضع متقلب للغاية”.
وفي حال دعم الضغوط العسكرية، يعتقد بعض مساعدي ترامب أن الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية قد تتطلب مشاركة أميركية مباشرة.
إلا أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشككون في قدرة إسرائيل على شن هجوم ناجح بمفردها ضد المنشآت النووية الإيرانية، خاصة تلك المدفونة تحت الأرض.