التايمز: الأسد حجر على أموال ابن خالته كي يسدد قروض بوتين
قالت صحيفة التايمز، في تقرير لها ترجمه مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي، اليوم السبت، 31 آب- أغسطس الحالي، العائلة الحاكمة في سوريا تمزقت بسبب خلاف بين الأسد وابن خالته، أغنى رجل في البلاد، لأنه رفض سداد ديون الحرب الدائرة في البلاد من ثروته الباهظة البادية للعيان.
بدأ النزاع – الذي نشرته شخصيات مؤيدة ومناهضة للنظام، بالإضافة لمواقع إخبارية بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لمحمد مخلوف ذي 22 عامًا، ابن رامي مخلوف، أول قريب للأسد يمتلك العديد من أكبر الشركات السورية.
أصبح مخلوف الصغير مشهوراً بظهوره على إنستغرام، الذي يبدو فيه غالبا وهو يقف أمام السيارات الرياضية، والفيلا الفخمة التي يعيش فيها في دبي. في منشور أخير له، زعم أنه على وشك استثمار 300 مليون دولار في مجال العقارات في سورية، قائلاً إن هذه الأموال كسبها من “عمله”.
لقد ولّد هذا الخلاف، وفق تقرير “التايمز” الذي ترجمه مرصد مينا، تداعيات دولية، ففي أحد التقارير أن الرئيس الروسي بوتين أجبر الأسد على هذا التصرف، حيث كان بوتين يطلب 3 مليار دولار سداداً للقروض، واقترح أنه إذا لم تحصل الدولة السورية على المال السائل؛ فإن عائلة مخلوف لا بد أنها ستؤمّنه. قال آخرون إن الأسد كان يحاول تدريجياً إعادة السيطرة على الدولة التي انقسمت إلى فصائل خلال الحرب الأهلية الطويلة. استُخدمت أموال مخلوف لتمويل المليشيات الموالية للأسد ولكن خارج نطاق الجيش الرسمي.
ويقال إن رامي مخلوف ذو الـ 50 عاماً رفض تسليم ممتلكات أسرته. وقد صودرت بدلاً من ذلك، ضمن إطار “حملة مكافحة الفساد”.
كما ذكرت عدة تقارير أن مخلوف – الموجود في دمشق – وضع قيد الإقامة الجبرية مع أبيه شقيق والدة الأسد الراحلة أنيسة – واثنين من إخوته.
ليس ثمة مؤكدات، ولكن حساباً على فيسبوك يعود على ما يبدو إلى ابنة خالة أخرى للأسد، تدعى نسرين، نشرت رسالة مشفرة: “من يعتقد أن هذا سوف يتوقف عند عمي وأبنائه فليراجع طبيباً بيطريا… #إقامة_جبرية”.
رامي مخلوف كان يعتبر لسنوات مديدة حجر الأساس لنظام الأسد المالي. كان والده قد تولى مسؤولية تمويل الأسرة الممتدة من قبل والد الأسد – حافظ الأسد – عندما تمت خصخصة أجزاء من الاقتصاد بعد تولي الرئيس الحالي السلطة واعداً بإصلاحات؛ ومن ثم بنى مخلوف إمبراطوريته الخاصة.
من بين أصوله المتعددة الفنادق وشركات التمويل، وشركة الهاتف المحمول الرئيسية في البلاد. قبل انتفاضة 2011، قيل إنه كان يسيطر على 60% من الاقتصاد السوري.
الخلافات في الأسرة، كانت قد ظهرت بعد وفاة أنيسة مخلوف عام 2016، واتسعت؛ حيث اتضح أن الأسد غير قادر على تمويل إعادة بناء الدولة على الرغم من “انتصاره” الواضح في الحرب الأهلية.
إن الحديث عن تورط روسيا في الخلاف أقل صحة؛ لكن يبدو أن طلب بوتين المزعوم للحصول على أموال يتزامن مع وصول القوات الخاصة الروسية لمساعدة النظام بالهجوم في إدلب، شمالي غرب سورية. يقال إن الروس لا يرفضون تقاطعات الفصائل المتحالفة مع مخلوف فحسب؛ بل وأيضًا صلاتهم بإيران، التي تتعاون قواتها مع روسيا والنظام في الحرب، ولكن لها مصالح مختلفة طويلة المدى في المنطقة.
قال جوشوا لانديس – وهو أكاديمي أمريكي له صِلات وثيقة مع النظام – إنه يفهم أن الخلاف يدور حول المال إلى حد كبير، وأنه لا يعتقد أن مخلوف رهن الاعتقال الرسمي.
وأضاف: “ما أخبرني به أشخاص لديهم صلات وثيقة مع المقربين من النظام، هو أن رامي وآخرين لا يستثمرون في البلد، لقد نُفذت حملة مكافحة الفساد هذه لمعاقبته على نقل أمواله إلى خارج البلاد”.
ليس واضحا حجم الأموال التي نقلها مخلوف إلى خارج البلد؛ لكن محمد مخلوف لم يبذل جهداً لإخفاء ذلك.
في مقالتين مروجتين على موقع انترناشونال بزنس تايمز، صُوِّر مخلوف رجلَ أعمال ثريا ومحبا للإحسان.
وفي إحداهما، يقول أحدهم: “إنه لاعب غولف نهم، يمتلك عددًا كبيرًا من السيارات التي تملأ العيون، وفضلا عن ذلك فهو يمتلك أيضًا طائرة خاصة مصممة حسب الطلب”، كما قال أحدهم، تمت إزالته منذ ذلك الحين”، وقد تم حذف هذا الكلام من إحدى المقالتين.
“على أية حال، يستخدم الشاب السوري ذائع الصيت سلطته وعلاقاته لمعالجة مجموعة من القضايا، مثل التعليم والبيئة والرعاية الصحية. من رحم السلطة الاقتصادية الكبيرة تتولد مسؤولية اجتماعية كبيرة “.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي