مرصد مينا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بالعنصرية وكراهية الأجانب، مشيرا في الوقت نفسه إلى تشديد إجراءات مكافحة تهريب البشر ومنع تسلل مئات آلاف المهاجرين المخالفين. وخلال حفل تخرج ضباط أكاديمية الدرك وخفر السواحل التركية، في العاصمة أنقرة، قال أردوغان: “كثفنا الإجراءات المتخذة ضد مهربي البشر داخل البلاد وعلى الخط الحدودي”.
وكشف أنه “منذ مطلع العام الجاري منعنا دخول 143 ألف مهاجر غير نظامي إلى تركيا”، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ جميع أنواع التدابير ضد الهجرة غير النظامية، فإن تركيا ترحب بضيوفها الأجانب الذين يساهمون في الاقتصاد التركي.
أردوغان أردف: “لا يمكننا أن نسمح للعنصرية وكراهية الأجانب، التي ليس لها مكان في تاريخنا وثقافتنا ومعتقداتنا، بالانتشار في مجتمعنا”، مشددا على أن “تركيا لن تسمح لعدد قليل من الجهلاء بتلطيخ السجل النظيف لتركيا التي كانت ملجأ للمضطهدين والمظلومين لعدة قرون” حسب تعبيره.
في سياق متصل قدرت صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الخسائر التي تسببت بها الممارسات العنصرية تجاه العرب خلال الفترة الأخيرة بأكثر من مليار دولار.
الصحيفة لفت تحت عنوان (كراهية الأجانب اختطفت مليار دولار) إلى أن العداء العربي الذي يغذيه العنصريون في تركيا، أدى كذلك إلى عدم تمكن العديد من رجال الأعمال العرب الذين استثمروا أموالهم فيها، من تحمل الضغط وقاموا بنقل أعمالهم للخارج الأمر الذي أثر سلباً على الاقتصاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن نحو مليار دولار من رؤوس الأموال الخليجية التي خرجت من تركيا خلال شهرين، تم توجيهها إلى دول مختلفة، مضيفة أن الضربة التي تعرض لها الاقتصاد في الشهرين الأخيرين بسبب تصاعد العداء العربي في تركيا تجاوزت مليار دولار.
ولفتت إلى أنه مع إضافة بعض الممارسات الرسمية، فقد تأثرت سلباً العديد من الاستثمارات العربية فيما يقرب من 15 قطاعاً، من أبرزها قطاعات (الأحذية والصحة والبناء والسجاد والسياحة والأغذية والمنسوجات) المرتبطة بالدول العربية.
وأردفت “تركيا” أنه توقفت أيضاً الأنشطة في كثير من المؤسسات الاقتصادية وأغلقت أبوابها عشرات الشركات المصدرة إلى العديد من الدول العربية وخاصة الخليجية منها، وذلك بالطبع إلى جانب شركات من ألمانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا.
وبينت أن العديد من الدول العربية كمصر، تبذل جهودًا مكثفة لجذب رؤوس الأموال العربية من تركيا إلى بلادهم، ولم توضح الصحيفة السبب الحقيقي لتلك التصرفات، فيما ذكر ناشطون أن تمادي بعض رؤوس الأحزاب المعارضة إلى جانب تصريحات العنصريين هو الذي سبب حالة من النفور لدى المستثمر والسائح العربي على السواء.
يشار أن عدة حوادث عنصرية وقعت مؤخراً مع بعض السياح العرب الهدف من بينها الإساءة إلى مجموعة من السياح السعوديين في مركز تجاري وسط إسطنبول، ومقتل سائح مغربي على يد سائق سيارة أجرة تركي بعد مشادة كلامية بينهما نتيجة رفض الأخير توصيل السائح، الأمر الذي حدا بالكثير من المشاهير العرب والإعلاميين إلى توجيه دعوات بعدم زيارة تركيا والانتقال إلى بلدان أخرى تحترم الأجانب وتقدرهم.
وفي لقاء له مع موقع “maras gundem” قال رئيس اتحاد مقاولي كهرمان مرعش “محمد كايا”: إن هناك نقص قدره مليوني عامل في تركيا، ويجب على الحكومة جلب العمال من الخارج إذا لم يقبل أحد على العمل، مضيفاً أن كارثة القرن التي ضربت 11 ولاية وتضررت بسببها بشدة كل من كهرمان مرعش وأديمان وهاتاي وملاطية، أصبح فيها نقص العمال يشبه الانهيار الجليدي.
وبيّن كايا أن نحو 350 ألف مواطن من مرعش نزحوا لخارج الولاية بعد الزلزال وفق الأرقام الرسمية التي قدمتها الحكومة، وعلى هذا النحو لا تستطيع العديد من المصانع والشركات العثور على موظفين وبدء الإنتاج، موضحاً أنهم إذا أرادوا رفع الاقتصاد بمنطقة الزلزال فلا بد أولاً من حل العجز في العمال.