تركيا تهدد السوريين بـ "اسقاط الحماية"

أصدرت المديرية العامة لادارة الهجرة في العاصمة التركية أنقرة، قرار يقضي بسحب الحماية المؤقتة من كل سوري ينتقل من ولاية الى أخرى بدون الحصول على اذن سفر، وذلك استمرار لسياسة تضييق الخناق التي تنتهجها تركيا بحق اللاجئيين السوريين.

وجاء في القرار “وفقا للمادة 33 من لائحة الحماية المؤقتة، فاءن السوريين في بلدنا ملزمون بالامتثال الى المواضيع التي تطلبها المديرية العامة لاداراة الهجرة والمحافظات.

كما شمل “وعلى العكس من ذلك، فاءن انتهاك هذه الالتزامات ستتعارض مع المواقف والسلوكيات لشروط ومتطلبات النظام العام ، وأن القيام بالاخلال في النظام العام، يعد أحد أسباب الغاء الحماية المؤقتة، وفقا للمادة 8 من لائحة الحماية المؤقتة.

واحتوى المضمون” وفي هذا السياق ، اذا كنت تريد الذهاب الى محافظة أخرى غير المحافظة التي قمت بالتسجيل فيها ، يجب عليك التقدم بطلب الى مديرية ادارة الهجرة في المحافظة، أو الوحدات المعنية، من أجل الحصول على اذن الطريق ، والا سيتم اتخاذ الاجراءات القضائية والادارية بحقكم، بما في ذلك الغاء الحماية المؤقتة، وختم بالقول “يعلن للرأي العام”.

وفي تصريح خاص لـ مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا “أبو خالد” لاجئ سوري وصل الى تركيا قبل سنتين وأشهر قليلة مع عائلته، رفض ذكر اسمه الصريح خوفا من اجراءات أمنية قد تطاله ، قال “أنا موجود في تركيا منذ سنتين ونصف تقريبا ، لم نشهد أقسى من هذه القرارات التي تصدر بحقنا من قبل السلطات التركية، وكأن تركيا لم يعد لها شيء تقوم به سوى ملاحقة اللاجئيين السوريين والتضييق عليهم، تارة باغلاق المحال التجارية ، وملاحقة اصحابها لكتابة اللغة التركية ، وتارة بايقاف منح الكملك للسوريين ، وصولا الى فرض ضرائب على علاج السوريين ، وأخيرا ، اعادة اصدار قرار بشأن الحصول على تصريح من أجل السفر لولاية اخرى، وسحب الحماية من صاحبها في حال ارتكب هذه المخالفة.

وأردف اللاجئ أبو خالد ” في الحقيقة أن هذا القرار موجود على أرض الواقع منذ فترة طويلة ، باستثناء بعض الحالات المرضية مثلا ، ولانستطيع السفر من ولاية الى ولاية أخرى بدون هذا التصريح ، والمشكلة لاتكمن في القرار ، المشكلة الكبرى تكمن في اعطاء هذا التصريح أو فتح باب التسجيل عليه ، فغالبا عندما نريد الذهاب لولاية أخرى نقوم بالذهاب للأمنيات لاستخراج اذن السفر ، لنتفاجئ اما باغلاق التسجيل عليه ، أو برفض الطلب بحجة عدم وجود أسباب مقنعة.

يضيف أبو خالد ” ان مايعانيه السوريين في تركيا صعب للغاية وخاصة في السنوات الاخير، والقرارت المجحفة بحقنا، فبالاضافة لهذه القرارات نشهد حملات ترحيل غير مسبوقة ، فدائما مانرى الدوريات الامنية تتجول وتطلب الكملك من السوريين، وفي حال كان الشخص لايملكها غالبا مايتم ترحيله ، ناهيك أن اي مخالفة أصبح عقوبتها الترحيل ، والحملات التي يطلقها الاتراك بشكل مستمر تطالبنا بالعودة لبلادنا.

وختم كلامه بالقول، نحن ما أتينا الى تركيا طمعا بها ولا لأي شيء أخر ، نحنا هربنا من نظام قاتل، دمر بلدنا وقتل مئات الألاف وشرد الملايين، فقط لأننا قلنا نريد العيش بحرية وكرامة ، مضيفا ” لو اخبروني أن نظام الاسد سقط الأن، لمانمت في تركيا وعدت الى سوريا زحفا ، ومع ذلك يبدو أن اقامتي في تركيا لن تطول في حال استمر الوضع على حاله، حسب تعبيره.

وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قال الاسبوع الماضي، خلال اجتماع هيئة القرار المركزي في حزب العدالة والتنمية الحاكم لتقييم نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، إن حكومته ستتخذ خطوات جديدة تجاه السوريين في تركيا، تتضمن ثلاثة ملفات، هي التشجيع على العودة وترحيل مرتكبي الجرائم، واقتطاع الضرائب في المشافي.

في السياق ذاته” اتخذت بلديه إسطنبول قرار قبل أيام ، يقضي بالزام المحال العربية، بكتابة باللغة التركية بنسبة 75% مقابل 25% للعربية، مع تغيير اللافتات والالتزام بشروط الصحة والسلامة وتدقيق أذون العمل، في خطوة استهدفت السوريين قبل غيرهم ، باعتبار اسطنبول أكبر تجمع للسوريين والمحلات التجارية الخاصة بهم.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version