لم يخف أهالي إدلب وريفها فرحتهم عندما طمأنهم “الضامن” التركي وفتح نقاطأ في القرب من قراهم وبلداتهم، معتقدين أن الجنود الأتراك أتوا بالفعل لحمايتهم، لم يعرفوا أن الأمر لا يتعدى مصالح بين الدول، وإثبات النفوذ التركي فوق أراضيهم لا أكثر.
وبعد أن تمكنت مليشيات الأسد المدعومة إيرانياً براً وروسيّاً جواً، من محاصرة نقطة “تل صرمان” التركية جنوبي خان شيخون، جنوب محافظة إدلب المعقل الأخير للمعارضة السورية، في الوقت الذي لم يحصل فيه أي اشتباك بين القوة المهاجمة والجنود الأتراك الذين ما زالوا في تلك المنطقة، ما زالت مليشيات الأسد تقضم المزيد من أراضي إدلب، في ظل سكون الضامن التركي.
وبهذا الخصوص وفي خضم الجدل الدائر حول مصداقية الأخبار المتواردة من الشمال السوري، حول ذهاب مقاتلين من المعارضة مع القوات التركية للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الليبية، رفع المحامي “عصام الخطيب” في الشمال السوري، دعوة إلى محكمة عزاز الخاضعة للسيطرة التركية، ضد كل من وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة سليم إدريس ومعاونيه وقائد لواء المعتصم بالله ومعاونيه وقائد لواء السلطان مراد ومعاونيه، على خلفية إرسال قوات إلى ليبيا برفقة القوات التركية، وفي نص الدعوة التي حصل مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على نسخة منه، جاء ما يلي:”
بلاغ إلى السيد النائب العام العسكري في أعزاز..
مقدمه : المحامي عصام الخطيب
بتاريخ اليوم ٢٩ كانون الأول ٢٠١٩ أتقدم إليكم ببلاغ ضد وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة سليم إدريس ومعاونيه وقائد لواء المعتصم بالله ومعاونيه وقائد لواء السلطان مراد ومعاونيه وذلك لارتكابهم الجرائم التالية :
أولا.. جرم الكذب وتضليل الأمة واصدار بيانات كاذبة بخصوص عمل الجيش الوطني وخاصلة لجهة البيان رقم ٥٨ الصادر بتاريخ ٢٥/١٢/٢٠١٩ والصادر عن وزير الدفاع.
ثانيا.. جريمة الخيانة ، حيث تم إرسال جزء من قوات الجيش الوطني إلى دولة ليبيا في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب السوري والأراضي السورية للهجمات الروسية والايرانية المتتالية.. فيتم احتلالها وتهجير أرضها..
لذلك نطلب إليكم
تحريك الدعوى العامة بحق المذكورين.. ثم :
١ _ اصدار مذكرة احضار بحق المذكورين
٢ _اصدار القرار بوقفهم عن العمل حتى انتهاء المحاكمة بحكم مبرم، ومحاكمتهم موقوفين.
٣_ اصدار القرار باتهامهم وإحالتهم إلى محكمة الجنايات العسكرية..
المناطق المحررة
٢٩ كانون الأول ٢٠١٩
المحامي عصام الخطيب”
وهذا يؤكد الخبر، ويجعله محل يقين.
وبحسب أحد المقاتلين الذين تمكن مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي من الحديث معهم، والذي حدثنا عن الأسباب التي دفعت بالبعض للقبول بالعرض أو “الإغراء التركي”، فإن القيادة التركية تخصص لكل مقاتل هنا أجراً زهيداً لا يتعدى الـ 200 دولار أمريكي، وهذا المبلغ في ظل الحرب الفتاكة في الشمال السوري، لا يمكّن صاحب العائلة من استئجار منزل وتأمين حياة كريمة لأولاده، بينما فاق العرض التركي لمن يذهب إلى ليبيا الـ 2000 دولار أمريكي، ما يعني أن عائلة المقاتل الذاهب إلى ليبيا ستعيش حياة كريمة ورغيدة.