fbpx
أخر الأخبار

تستخدم الاضرحة.. واشنطن تكشف أنشطة إيران وأساليبها في تمويل الإرهاب

مرصد مينا

كشف تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، عن الأنشطة غير المشروعة والحيل التي تستخدمها إيران وميليشياتها،  لتمويل أعمال إرهابية في العالم وتهديد  سلامة وأمن النظام المالي الدولي.

التقرير أوضح في فصله الرابع، أن النظام الإيراني يستخدم الشركات الوهمية وأنواع أخرى من الكيانات التي تبدو شرعية لنقل الأموال إلى الكيانات الإرهابية في الدول الأخرى،  مشيرا إلى أن فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الخارجي، أنشأ شبكة من الشركات لاستغلال سوق صرف العملات في الإمارات لشراء وتحويل مئات الملايين بالدولار، وقامت هذه الشبكة بتزوير الوثائق وإخفاء سلوكها وراء أعمال مشروعة، مما دفع أميركا لوضع 9 كيانات على علاقة بهذا النشاط على قوائم الإرهاب.

في حيل أخرى، استخدم فيلق القدس منظمة إعادة إعمار الأضرحة المقدسة في العراق، لتحويل ملايين الدولارات و تعزيز مصالح الحرس الثوري الإيراني في العراق، وكانت ظاهريا بمثابة مؤسسة دينية  ساعدت المخابرات الإيرانية في شحن الأسلحة والذخيرة للميليشيات العراقية الموالية لها، لكن مسؤولو الحرس الثوري سرقوا أموال هذه المنظمة وتبرعات العامة المخصصة لبناء الأضرحة، بهدف تمويل أعمالهم الإرهابية، بحسب التقرير.

التمويل غير المشروع لفيلق القدس، حظي بتسهيلات من أعلى مستويات الحكومة الإيرانية، بما فيها البنك المركزي الإيراني، كما تلقى الحرس الثوري الغالبية العظمى من عملته الأجنبية من البنك المركزي العراقي، وعمل كبار مسؤولي البنك المركزي العراقي مباشرة مع فيلق القدس لتسهيل عملية تحويل الأموال للحرس الثوري.

أشار التقرير الى أنه في عام 2017، أشرف الحرس الثوري على تحويل عشرات الملايين من اليورو إلى إيران عبر البنك المركزي العراقي، بينما كشفت وزارة الخزانة الأميركية عام 2018 أن محافظ البنك المركز الإيراني آنذاك، “ولي الله سيف”، ومساعد مدير القسم الدولي في البنك المركزي العراقي تآمرا مع الحرس الثوري الإيراني، لإخفاء حركة الأموال بشكل غير قانوني لمصلحة حزب الله الذي كانت تصله الأموال ايضا،  عن طريق  البنك الإسلامي في العراق من خلال اختيار ايران  لرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي البنك.

الخارجية الأميركية اعتبرت في تقريرها أن هذا المخطط من قبل الحرس الثوري الإيراني لم يؤجج الإرهاب فحسب، بل قوض أيضا نزاهة النظام المالي في العراق وبالتالي النمو الاقتصادي والتنمية في العراق، لذلك في مايو 2018، وضعت الولايات المتحدة أربعة أفراد وكيانا مرتبطا بهذا النشاط على قوائم الإرهاب.

و تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى منع النظام الإيراني والحرس الثوري من الوصول إلى الأموال لنشر أنشطتها ” الخبيثة” في المنطقة، مثل دعم نظام الأسد وانتهاكاته بحق الشعب السوري، واستخدام الصواريخ “الباليستية” ضد الدول المجاورة، ودعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله.

و على الرغم من العقوبات الأميركية لقطع الطريق على الحرس الثوري لتمويل أعماله الخبيثة، واصل البنك المركزي العراقي تحويل عدة مليارات من الدولارات واليورو إلى الحرس الثوري الإيراني، وتحويل ملايين الدولارات إلى الحوثيين، والتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لتحويل الأموال إلى حزب الله.

كما قام البنك المركزي الإيراني بالتنسيق مع صندوق التنمية الوطنية الإيراني لتزويد الحرس الثوري الإيراني بمئات الملايين من الدولارات في شكل مدفوعات نقدية، لذلك وضعت واشنطن الصندوق والبنك المركزي الإيراني على قوائم الإرهاب في سبتمبر 2018، حسبما أوضحت الخارجية في تقريرها.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني أوضاعا اقتصادية سيئة،  حرم النظام الشعب  من عائدات النفط، وكرسها لتمويل المنظمات الإرهابية الموالية له، ففي سبتمبر 2019، كشفت وزارة الخزانة عن شبكة شحن نفط كبيرة كان يديرها ويدعمها مالياً الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وكان يشرف عليها مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني ووزير البترول الإيراني السابق رستم قاسمي، تم استخدامها لنقل نفط بملايين الدولارات إلى نظام الأسد وحزب الله.

 نظام الوسطاء المعقد للشبكات سمح لقوات الحرس الثوري بالتعتيم على مشاركتها، واعتمدت المنظمة بشكل كبير على مسؤولي حزب الله والشركات الأمامية للتوسط في العقود المرتبطة، لذلك قرر الرئيس ترامب في سبتمبر 2019، وضع 16 كيانا و10 أفراد لوقف هذه العمليات.

ويؤكد التقرير انه “لم تقتصر جهود فيلق القدس لاستغلال النظام المالي الدولي على استخدام الشركات والمنظمات لتمويل أعماله الخبيثة، بل وصلت إلى حد طباعة وتزيف العملات، كما حدث في 2017، عندما قام بشراء معدات من ألمانيا استخدمها في تزييف العملة اليمنية لدعم جماعة الحوثي وإطالة أمد الصراع”.

ووجد تقرير لفريق من الخبراء التابع للأمم المتحدة في اليمن في 2019، أن الإيرانيين يستخدمون وسطاء لشحن الوقود بشكل غير قانوني إلى الحوثيين، وتمويل جهودهم الحربية وإدامة الصراع في اليمن.

شركات الخطوط الجوية التجارية الإيرانية، ولا سيما شركة “ماهان إير”، كان لها دورا رئيسيًا في نقل عملاء الحرس الثوري والأسلحة والمعدات والأموال التي تغذي الصراعات الإقليمية، وبسبب هذا الدور المهم للشركة، دبر الحرس الثوري مؤامرة واسعة للتحايل على العقوبات الأميركية، التي تحظر تصدير قطع غيار الطائرات لهذه الشركة.

واشنطن كانت قد وضعت شركة “ماهان إير” على قوائم الإرهاب في عام 2011، لتقديمها الدعم للحرس الثوري، و أوقفت العديد من البلدان في أوروبا والشرق الأوسط رحلات الشركة في السنوات الأخيرة بسبب مخاوف بشأن أنشطتها.

بالإضافة إلى كل ذلك، فشلت طهران باستمرار في تنفيذ المعايير الدولية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، على النحو الذي حددته مجموعة العمل المالي، وفشل النظام الإيراني في الوفاء بالتزاماته، لذلك حددت مجموعة العمل المالي إيران على أنها عالية المخاطر وغير متعاونة ودعت أعضاء مجموعة العمل المالي إلى اتخاذ خطوات لحماية النظام المالي الدولي من المخاطر الناشئة من إيران.

من عام 2016 حتى فبراير 2020، علقت مجموعة العمل المالي دعوتها لاتخاذ تدابير مضادة ضد إيران ردًا على التزام سياسي رفيع المستوى من الحكومة الإيرانية بتنفيذ بعض الإصلاحات في خطة عمل من عشر خطوات، ولكن فشل النظام في تنفيذ 9 من بنود الخطة، مما دفع مجموعة العمل الدولة إلى فرض تدابير مضادة النظام المالي في إيران.

وعلى مدى 4 عقود، حرم النظام في إيران الشعب من موارد بلده، واستغلها في أعماله الإرهابية، حتى أصبح الإيرانيون يعانون من مشاكل اقتصادية كثيرة ومن انهيار العملة، فيما خرجت مظاهرات كثيرة تطالب بإسقاط النظام، تعامل معها بوحشية وقتل المئات منهم كان آخرها في 2019.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى