تسجيل “ظريف” المسرب.. ضغوط لمنعه من الترشح للانتخابات

مرصد مينا – إيران

علقت صحف صادرة اليوم الاثنين، على تسريب مقطع صوتي لوزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” تناول فيه السياسة الخارجية لبلاده، وإقراره بسيطرة المرشد و”سليماني” على السياسة الخارجية لإيران.

وكانت “إيران إنترناشيونال” قد حصلت على ملف صوتي لوزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في مقابلة أجريت في شهر آذار\ مارس الماضي، أشار فيها إلى تدخلات “قاسم سليماني”، القائد السابق لفيلق القدس، مضيفًا أنه ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري.

ووصف “ظريف” في هذه المقابلة التي استمرت أكثر من 3 ساعات استراتيجية النظام الإيراني بـ”الحرب الباردة”، قائلاً: “ضحيتُ بالدبلوماسية لصالح ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لصالح الدبلوماسية”.

صحيفة “الشرق” حاولت تخفيف حدة الخبر وتصريحات “ظريف”، حيث نقلت كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية “سعيد خطيب زاده” الذي قال إن المقطع الصوتي تم تقطيعه، وإن ما تضمنه المقطع المسرب لا يمثل وجهة نظر “ظريف” الحقيقية.

 لكن محللون يرون أن تسريب “ظريف”، وحتى ما نشر عن رسالة وجهها مدير السياسة الخارجية ومهندس المفاوضات النووية في فيينا إلى “خامنئي”، تأتي في سياق الضغوطات التي تمارس على الدبلوماسي المنهك الذي أمضى 8 سنوات، في كنف نظام بدا واضح “غلبة الميدان” والتطورات العسكرية على الأرض على كافة مفاصل سياسته الخارجية.

وتأتي هذه الضغوط على “ظريف”، لدفعه كما يرجح مراقبون لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران\ يونيو، حيث يتعرض “ظريف” إلى هجوم واسع من قبل المتشددين، فضلا عن وسائل الإعلام الرسمية في البلاد، والمعلوم أنها تدور في فلك “المرشد” أيضا.

ولعل هذا ما اضطره أمس ليلوذ عبر “رسالته” بزعيم النظام الذي لا يمكن خوض المفاوضات دون الضوء الأخضر منه، مؤكدا بأنه لا يريد تحويل المحادثات في فيينا في حال نجاحها إلى ورقة لصالحه في الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل، بل يريد إنجاحها وأنه لن يترشح لها.

بدوره، انتقد الرئيس “حسن روحاني” هيئة الإذاعة والتلفزيون لإعادة بثها مؤخرا الفيلم الوثائقي “نهاية اللعبة”، حول الصفقة النووية، الذي سجل قبل عامين وينتقد الاتفاق.

يذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون التي يضم عشرات القنوات والمحطات الإذاعية تخضع للمرشد الأعلى للنظام الذي يعين مديرها شخصيا ضمن صلاحياته الدستورية المطلقة، وعادة ما يختار “خامنئي” عنصرا متشدد من الأصوليين لإدارة هذه المؤسسة الإعلامية التي تعد الأكبر في البلاد.

يشار إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية، كانت أصدرت في الأيام الأخيرة، بيانات وصفت خلاله التقارير الإذاعية الرسمية بالوهمية، واتهمتها بالتعمد في عرقلة إحياء الاتفاق النووي.

من خلال متابعة الإعلام المتشدد يستشف المراقب جليا أن أطيافا واسعة من الأصوليين يعتقدون أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا من قبل حكومة “روحاني”، والتي تحظى بتأييد المعتدلين والإصلاحيين، ستضرهم في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في شهر يونيو المقبل.

كما يشعرون بأن طاولة فيينا في حال نجاحها قد تؤدي إلى زيادة الإقبال على التيار الآخر “المعتدل” في الانتخابات، خاصة وأن المتشددين يسيطرون على البرلمان ويخططون للفوز بكرسي الرئاسة حتى تصبح السلطة التنفيذية متجانسة مع السلطة التشريعية، والتخلص بالتالي من التيار الإصلاحي إلى الأبد وانتهاء الصراع على السلطة لفائدتهم.

بالرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال مقاطعة واسعة للانتخابات الرئاسية كما حصل للانتخابات التشريعية الأخيرة حيث فاز النواب بأقل الأصوات إلا أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن شعبية “ظريف” مرتفعة مقارنة بغيره من المرشحين نسبيًا.

وفي استطلاع لمؤسسة (ISPA)، حصل “ظريف” على أكثر الأصوات المؤيدة بعد “إبراهيم رئيسي” و”حسن خميني” و”محمد باقر قاليباف” في حال ترشحهم للرئاسة.

وبالرغم من ذلك فقد أظهر استطلاع رأي آخر نظمته مؤسسة (ISPA) القريبة من السلطات بأن 39 بالمائة فقط من الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية وأن 68 بالمائة قالوا إنهم غير مهتمين.

في المقابل تعتقد مصادر المعارضة أن المقاطعة ستكون قياسية مقارنة بالانتخابات السابقة وسيفوز الرئيس الإيراني المقبل بأقل الأصوات منذ 1979.

Exit mobile version