بينما تشهد منطقة الحدود السورية التركية المحاذية لمحافظتي الرقة والحسكة تصعيدا سياسيا حول المنطقة الآمنة، تشهد محافظة دير الزور الخاضعة لثلاث قوى، النظام وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتنظيم الدولة بشكل أقل، تشهد المحافظة تصعيدا عسكريا على أكثر من محور، إذ واصل طيران التحالف الدولي استهداف تنظيم الدولة من الجو بينما أحرزت قسد تقدما على الأرض في الجيب المتبقي تحت سيطرة التنظيم بريف دير الزور الشرقي.
التحالف الدولي أعلن أن واحدة من ضرباته استهدفت مسجدا في بلدة “الصفافية” شرق دير الزور. وذكر التحالف، في بيان له اليوم الجمعة، إنه تم في 17 كانون الثاني الجاري استهداف مركز قيادة وتحكم لتنظيم الدولة داخل مسجد في الصفافية بسوريا. وأشار البيان إلى أن تنظيم الدولة يستخدم المنشآت الخاضعة للحماية وبالتالي يجعلها عرضة للاستهداف.
وأوضح أن الهجوم أدى إلى مقتل “إرهابيين يشكلون خطرا على حلفائنا السوريين”. والشهر الماضي، قتل عشرات المدنيين جراء هجوم للتحالف الدولي على مسجد ومستشفى في بلدة “هجين” بريف دير الزور الشرقي، والتي تشهد اشتباكات بين تنظيم الدولة و مليشيات “قسد”.
وأفادت مصادر ميدانية بأن القيادي في تنظيم الدولة أو ما يُسمى بـ وزير الصحة في ولاية الخير الطبيب “موفق مهيدي العسكر” من أبناء بلدة “غرانيج” بريف دير الزور لقي مصرعه أمس الخميس، إثر غارة لطيران التحالف الدولي على بلدة “السوسة” شرق دير الزور. يُذكر أن العسكر لديه أبناء ثلاثة قُتلوا في وقت سابق في صفوف التنظيم سابقاً، اثنان منهم قُتلوا بمدينة الميادين.
التنظيم يتحرك غربا..
المحور الثاني الذي شهد تصعيدا هو تحرك التنظيم في ريف حمص الشرقي ومهاجمة نقاط النظام هناك بعد ان ضاق الحصار عليه بريف دير الزور ولم يبق تحت سيطرته سوى السوسة والمراشدة والعرقوب والسفافنة، ولا تعادل هذه المنطقة سوى نصف مساحة هجين أو الشعفة.
وفي هذا السياق استهدف عناصر تنظيم الدولة المتواجدين بريف حمص الشرقي قوّات النظام، حيث تمكّنت مجموعة يوم من إيقاع دورية تابعة للنظام في محيط “جبل غراب” شرقي حمص.
الدورية المستهدفة كانت تقوم بتوزيع الطعام والسخرة على بقية الحواجز الموجودة في المنطقة، حيث قام التنظيم بالقضاء على القوّات التي كانت ضمن الدورية، وقاموا بالاستيلاء على سيارة الطعام بالإضافة إلى اغتنام أسلحة خفيفة.
كما حاول تنظيم الدولة شنَّ هجوم على نقاط تابعة لـ قوّات النظام عبر عناصره من الانغماسين، إلّا أنَّ التنظيم فشل بسبب وقوع عناصره في حقل ألغام، وذلك في بادية “الهلبة” شرق حمص، مما أدى إلى مقتل عناصر التنظيم المهاجمة من بينهم القيادي “إلياس يونس حمود الهلال” عراقي الأصل.
الطيران المجهول مرة أخرى
المحور الآخر الذي شهد تصعيد عسكريا هو استهداف الميليشيات الايرانية في محافظة دير الزور وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف الميليشيات خلال اقل من عشرة أيام، ولم تعلن أي جهة تبنيها للقصف الجوي الذي يستهدف قوات ايران، إلا أن المراقبين لم يستبعدوا أن يكون الطيران أمريكي.
وفي هذا السياق افادت مصادر ميدانية أن طائرات حربية مجهولة قصفت أحياء طويبة، والمنطقة القريبة من جامع الفردوس، وأطراف بلدة السويعية، حيث تجمعات المليشيات الايرانية وقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام.
المدنيون، الحلقة الأضعف ضمن سلسلة الألم السوري، مازالت معاناتهم الانسانية بازدياد وفق المزاج السياسي والميداني للقوى المتحكمة بالأرض السورية، إذ أفادت مصادر ميدانية أن ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” منعت عشرات العائلات المدنية النازحين من المناطق التي تشهد معارك بريف دير الزور الشرقي من الوصول إلى مدينة الطبقة ، فيما تتواجد حاليا على أطراف قريتي مطب البوراشد و خس دعكور بريف الرقة الشرقي.
وأكدت المصادر أنهم يعانون ظروفا إنسانية سيئة للغاية نتيجة انعدام الخيم والمساعدات الإنسانية والرعاية الصحية والطبية والبرد القارص.. وسبق ذلك نزوح عشرات العائلات من قرية البوبدران شرق ديرالزور، جراء القصف الجوي والمدفعي لقوات التحالف الدولي وسيطرة قوات سوريا الديمقرطية “قسد” على بداية البوبدران والشعفة وهي الخالية تماما من تنظيم الدولة.
شكل آخر من المعاناة هو تعيشه دير الزور، ويتمثل بتنفيذ قوات النظام حملات دهم واعتقال في أحياء مدينة دير الزور، طالت العديد من الشبان الذين عادوا مؤخرا إلى مناطق سيطرة النظام وذلك لزجهم في جبهات إدلب وحلب.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.