تسريبات حول الحكومة.. الحريري يسعى لوضع عون في الزاوية فما هي فرصه؟

مرصد مينا – لبنان

تتصاعد التسريبات حول قضية تشكيل الحكومة اللبنانية، برئاسة “سعد الحريري”، الذي تقول مصادر مطلعة أن حالياً يخوض معركة مع رئيس الجمهورية “ميشال عون”، ضمن حرب لا تقبل القسمة على اثنين، وفقاً لوصف المصادر.

آخر التسريبات حول قضية لبنان الأولى، بحسب ما روته المصادر إعداد “الحريري” لقائمة من 18 وزيراً لطرحها مجدداً على “عون”، لافتةً إلى أن “الحريري” يحاول استغلال تعهدات الرئيس اللبناني، بالالتزام بالمباردة الفرنسية، لحشره في الزاوية ودفعه لتليين موقفه تجاه التشكيلة الحكومية، قبل زيارة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، المقررة إلى لبنان خلال الأيام القادمة.

يشار إلى أن “ماكرون” قد أعلن قبل أيام، نيته التوجه إلى لبنان خلال شهر كانون الأول الجاري، لبحث ملف تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن عودة المساعدات إلى لبنان مرتبط بإنهاء ذلك الملف.

كما أوضحت المصادر لمرصد مينا، أن “الحريري” يدرك حجم وكبر المهمة الملقاة على عاتقه، لا سيما وأن نجاحه فيها سيعزز صورته داخلياً وخارجياً كمنقذ للبنان، كما كان العالم واللبنانيون ينظرون إلى والده الراحل، “رفيق الحريري”، لافتةً إلى أن تلك القناعة دفعت رئيس تيار المستقبل إلى الالتزام الكامل ببنود المباردة الفرنسية ومحاولة عدم الانزلاق إلى المنحى الطائفي والمحاصصات.

في السياق ذاته، أكد المحلل السياسي، “أحمد عيتاني”، أن الفرق بين “عون” و”الحريري” يكمن في عامل الوقت، موضحاً: “بينما يسعى الحريري إلى مسابقة الزمن لتشكيل الحكومة، يلعب عون على وتر المماطلة لكسب المزيد من الوقت وإطالة عمر حكومة دياب قدر الإمكان، خاصةً وأن ذلك، يعطيه ويعطي صهره جبران باسيل وقتاً أطول في حكم لبنان عبر حكومة دياب الهشة وهو ما سيفقدانه في حكومة الحريري”.

يذكر أن الرئيس “عون” قد دعا الأسبوع الماضي، إلى منح استثناء لحكومة “دياب” وتوسيع صلاحياتها، لافتاً إلى أن الأوضاع التي تمر بها البلاد تقتضي مثل تلك الاستثناءات على الرغم من أن الحكومة هي حكومة تصريف أعمال.

إلى جانب ذلك، اعتبر “عيتاني” أن “الحريري” حالياً يملك فرصة جيدة لطرح حكومته قبل وصول “ماكرون” إلى لبنان، لافتاً إلى أنه في حال تمكن من إقرار حكومته يكون قد نجح في مهمته، وإن لم يتمكن فإنه سيلقي بعبء فشل تشكيلها وكامل مشكلات لبنان المرتبطة بها على معكسر العهد، المتمثل بالرئيس “عون” و”باسيل” وحلفائهما في حركة أمل وحزب الله.

من جهته، أوضح الباحث في الشؤون اللبنانية، “ميشال بوصعب” أن فشل تشكيل الحكومة تزامناً مع زيارة “ماكرون”، قد يمنح المعارضة اللبنانية فرصة كبيرة لإعادة طرح مسألة الانتخابات النيابية المبكرة، مشيراً إلى أن نظام العهد الحاكم يسعى لتجنب مثل ذلك السيناريو مع احتمالية فقدانه للأغلبية النيابية، وبالتالي، قد يلجأ إلى تليين موقفه السياسي تجاه تشكيلة “الحريري”.

Exit mobile version