لا شيء في السياسة والعسكر بلا ثمن، فإيران لم تكتم على أنفاس السوريين كرمى عيون الأسد، فها هي أي طهران- تبدأ بعملية محاصصة السلطات السورية والتي يديرها النظام الحالي في الوقت الراهن، في حين أن ماهر الأسد مع شقيقه، يعيدان سيناريو حافظ ورفعت الذي لا تخفى تفاصيله المريرة على أحد.
ففي تسريبات أمنية وصلت لـ “مرصد مينا”، من داخل دائرة صنع القرار في دمشق، تقول التفاصيل، أن الأخيرة مقبلة على زلزال وزاري جديد، مترافق مع تعديلات على مستوى المحافظين وصولاً إلى المؤسسات السيادية في البلاد.
المعلومات التفصيلية التي تلقفها المرصد، تتحدث عن محاصصة أركان الدولة السورية التي يسيطر عليها نظام الأسد بين ماهر وبشار، فالأخير الممثل للمشروع الروسي في البلاد، يسعى للاستحواذ على بعض الوزارات السيادية والتي يطمح ماهر ذراع إيران في سورية من الاستيلاء عليها.
فـ “بشار الأسد” لم يعد يجرأ على اتخاذ قرار دون عرضه على ماهر، كي لا يواجه بعد صدور القرار بمعارضة و ردة فعل من أخيه الذي يمثل إيران وتسلطها على بشار الأسد، الذي طلب بدوره من شعبة المخابرات العسكرية، إجراء دراسة أمنية بحق عشرات المرشحين لمناصب عليا في الدولة السورية، من وزراء إلى محافظين فمدراء.
الدراسات الأمنية شملت وفق التسريب الذي حصل عليه مرصد مينا، 85 مرشحاً من مختلف شرائح المجتمع والانتماءات العرقية والمذهبية، وذلك في انتظار إجراء تعديل وزاري جديد في سوريا، يشمل 8 وزارت تحديداً، أهمها وزارة الإعلام، والتجارة- الصناعة، إضافة إلى ثلاث محافظات، وأحد عشر منصب مدير عام.
في حين سوف يتم استثناء الحقائب الوزارية العائدة للدفاع والداخلية والخارجية، على اعتبارها مرتبطة بالأسد بشكل مباشر.
ووفق ما تضمنته التسريبات، فستشهد دمشق، إطاحة بعدد من المناصب الكبيرة في النظام، كالبنك المركزي والإذاعة والتلفزيون، إضاف لعدد جيد على مستوى المحافظين والمدراء، وتشير المصادر إلى أن التعديل الوزاري والإداري أصبح جاهزاً بإنتظار موافقة بشار الأسد وامضاءه.
التدخلات الخارجية، تبدو أنها تربك الأسد المرتبك أصلاً، وتضاعف من تخبط نظامه الأمني، وهذا ما انعكس ولا يزال على تعديلاته الوزارية المتتابعة، فإيران وروسيا تحاولان السيطرة على أدنى المفاصل في الدولة السورية، بهدف تأسيس لمستقبل يثبت مخططاتهم في البلاد.
ويشير التسريب الأمني إلى أن بشار الأسد المتوافق مع الرأي الروسي، قام بترشيح عدد من الشخصيات التي توصف بأنها ذات كفاءات، و أصحاب خبرة في العمل الإداري و المؤسساتي، بينما ماهر الأسد (المحسوب على إيران) رشح عدد من الشخصيات التي تنحدر من المؤسسة العسكرية و الأمنية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي