سورية هي العمق الأمني للقوة الإيرانية في لبنان، لذلك تصر الإدارة الإيرانية أن يكون لحزب الله القوة العسكرية لها على الأرض السورية، بخط مواز لقوتها العلنية المعروفة، تواجد قوي مؤثر، قادر على المطالبة بسداد فاتورته من النظام السوري.
ولكي يضمن هذا الذراع الإيراني- أي حزب الله- سداد فاتورته في سورية، يجب عليه أن يضمن بقاء رؤوس النظام مكانها ليتسنى له تحريك الخيوط كيفما يشاء، وعلى هذا الأساس يعمل حزب الله على خطين متوازيين ومتماسكين بشكل وثيق؛ الأولى خط الشخصيات السياسية والعسكرية الذي يصنعها كرجالات له، الثانية تكوين حاضنة شعبية كبيرة له تكون بمثابة خزان بشري لتزويده بالمقاتلين وهذه القاعدة أولى خطواتها هو التشيّع.
ترويض فرقة ماهر الأسد
وفق وثيقة أمنية حصل عليها مرصد “مينا” من داخل مراكز صنع القرار في العاصمة دمشق، فإن حزب الله اللبناني يسعى لفرض هيمنة إيران على الفرقة العسكرية الرابعة التي يديرها ويتزعمها “ماهر الأسد” شقيق رأس النظام.
الوثيقة تُظهر، ان مشروع الحزب في الفترة الراهنة يتمحور حول تمتين علاقته مع الفرقة الرابعة، بما فيها من شخصيات عسكرية وأمنية مقربة من ماهر الأسد، سياسة ستفضي في نهاية المطاف للاستحواذ على تلك الفرقة العسكرية مع إمكانية توجهيها وفق المشروع الإيراني وأهدافه.
أيضا يريد حزب الله ومن خلفه إيران، الحصول على مكاسب بالقوة العسكرية في سورية، وذلك باستخدامهم للفرقة الرابعة صاحبة النفوذ القوي في الميدان- مما سيمكن طهران من كسب امتيازات اقتصادية وجغرافية في سورية بطريقة غير ملفتة للانظار.
إضافة إلى أهمية الهيمنة على الفرقة الرابعة بما يخص الجوانب العسكرية “التنقلات- التحرك بين المدن، الانتقال من محافظة لأخرى”، فيما لا يغيب عن الحزب مهمته الأساسية وهي دخوله إلى دائرة صنع القرار في الفرقة، والتفرد بذلك يعني حصوله على ترويض جزء مهم في جيش الأسد.
وفي الوثيقة المسربة أيضا التي حصل مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عليها، من داخل أروقة إدارة المخابرات العامة في دمشق تبين مخططات حزب الله فيما يلي:
استراتيجية حزب الله المقبلة في سوريا
فإن استراتيجية حزب الله في سورية، تمكن في الحفاظ على تواجد مقاتليه على الأراضي السوري، التي يستفيد منها عسكريا و مالياً وسياسياً، إضافة لإثبات و إبراز دوره الفاعل من خلال متابعة المعارك والجبهات، و السيطرة على مناطق جديدة و إحكام قبضته على المناطق السورية المحاذية لإسرائيل “بالتعاون مع الايرانيين”.
– دعم الوجود الإيراني، الذي يؤمن الدعم المالي والعسكري للحزب “دعم متبادل”.
– تشييع أكبر عدد ممكن من السوريين والمناطق التي يسيطرون عليها، والتغلغل بالمجتمع قدر الإمكان، سعياً في تحقيق المخطط الشيعي الذي يمتد من إيران إلى العراق “الهلال الشيعي” إلى سوريا و وصولاً إلى لبنان.
يرى قادة تنظيم في حزب الله، أن سوريا أصبحت أحد نقاط القوى للحزب في مواجهته مع اسرائيل، حيث اتخذ من سوريا موقعاً تبادلياً لقواته، وملجأ لعناصره، و حامية قوية لظهر قواتة، إضافة لكونها المكان الآمن لحفظ وتخزين ألاف الأطنان من الأسلحة و المعدات الحربية.
ويمثل وجود الحزب في سوريا، يأتي لدعم الموقف العسكري والسياسي لإيران ومن ثم النظام السوري.
وبناء على هذه الاستراتيجية المستقبلية لحزب الله في سوريا، بدأ الحزب فعلياً في الانتقام التاريخي لبناء حاضر له في عاصمة الأمويين “دمشق” فانتشرت الحسينيات والتجمعات التي تحي الشعائر الشيعية بالطم، داخل دمشق القديمة وداخل المسجد الأموي بالتحديد، ولهذا دلالته التاريخية، ورسائله القوية للدولتين المتزعمتين للعالم الإسلامي السني؛ تركيا ذات النزعة العثمانية، والمملكة العربية السعودية.
عمدت إيران إلى تدعيم القاعدى الشعبية للحزب في سورية بطريقتين؛ الأولى الضخ المالي المتوزاي مع بث العاطفة الدينية بين الجماهير الفقيرة المهمشة والمجهلة في دير الزور والبوكمال على الحدود السورية العراقية، فهؤلاء سيكونون حراس البوابة الشرقية، فقد اتجهت إلى الوجهاء والعشائر والفقراء والمهمشين في آن واحد، فعملت على الجانبين المالي والفقر في نشر ماتريد، كما حصل مع بعض من عشيرة البكارة، عندما شكلت لواء الباقر.
وساهمت إيران في إدخال الشيعة الأفغان إلى سوريا لدعم قاعدة الحزب الشعبية، والعمل على تجنيسهم، كما فعلت في دير الزور، والبادية السورية عندما زجت بمئات الأفغان الفقراء الذين لايتقنون العربية في البادية السورية وحصلوا على وثائق سورية تثبت جنسيتهم “السورية”، فحمت ظهر قواتها في الداخل السوري، وأمنت البوابة الشرقية لدخول قوات رديفة جديدة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي