ليست هي المرة الاولى التي تقطّع فيها العلاقات الإيرانية / السعودية ومن ثم تستعاد، إذ سبق أن قُطعت عام 1987، إثر مقتل مئات الحجّاج الإيرانيين خلال تظاهرات في مكة، ثم استُعيدت عام 1991. لكنّ ثمة ما تبدّل اليوم، وما تبدّل يأتي ضمن العناوين التالية:
ـ هل ستحل تبعات النزاع بين الدولتين في اليمن؟
ـ هل يتوافقان الطرفان على حلّ للمسألة السورية؟
ـ ماذا عن التطبيع مع إسرائيل والاتفاقية الابراهيمية؟
تلك هي العناوين غير المجاب عنها، غير أن الواضح من الصورة هو أن الأمر هذه المرّة يرتبط بتبدّل الخيارات السعودية في ظلّ أزمة في العلاقات مع أميركا يَثبت يوماً بعد يوم أنها عصيّة على الحل، بسبب ما يَعتقد الكثير من المراقبين أنه عدم وجود رغبة، ولا قدرة، للولايات المتحدة على الاستمرار في صيغة “النفط مقابل الأمن” التي قامت عليها العلاقات منذ ثمانين عاماً، وتغيُّر المزاج الشعبي في كلا البلدين نحو الآخر، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث تنعدم الشهية للاستمرار في تلك الصيغة، ما يجعل الأمر مكلفاً بالنسبة إلى أيّ إدارة أميركية. وإذا ما ترسَّخ تبدُّل الخيارات المشار إليها، فإن ما جرى في بكين قد يمثّل فاتحة لعهد جديد في العلاقات، مختلفٍ عمّا عرفناه خلال السنوات الأربع والأربعين الماضية من عمر الثورة الإسلامية في إيران، حين كانت تميل نحو التوتّر والتوجّس في معظم فتراتها.
إذن فكل ماتغيّر هو تغير في العلاقات الامريكية / السعودية، فالإدارات الأمريكية ليس اللحاف الذي يمكن أن يشكّل يقيناً لمن يتغطّى به، وعلى المملكة أن تبحث عن لحافها وتلعب في ملعبها، ولكنها الأسئلة الصعبة ستبقى، وأصعبها:
ـ هل تنازلت طهران عن تصدير ثورتها، وهل ستحمي المملكة أرضها من سطوة الملالي وغزواتهم؟