مرصد مينا
أثار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ردود فعل غاضبة في ألمانيا بعد كلمته في مؤتمر الأمن المنعقد في مدينة ميونخ، خصوصاً بعد لقائه مع زعيمة حزب البديل الألماني المتطرف “أليس فايدل”.
وخلال كلمته وجه فانس انتقادات حادة إلى الحلفاء الأوروبيين، مشيراً إلى أن التهديد الأكبر لا يأتي من روسيا أو الصين بل من الحكومات الأوروبية نفسها.
وقال فانس في كلمته أمس الجمعة، إن هناك أمثلة عدة على هذا الخطر، منها إلغاء الانتخابات في رومانيا، التحقيقات بسبب التعليقات على الإنترنت في ألمانيا، والتعامل مع معارضي الإجهاض في بريطانيا. وأضاف: “لا يوجد أمن عندما تخشى أصوات شعبك”.
وفيما يتعلق بتوقعات الأوروبيين من الإدارة الأمريكية، أشار فانس إلى المقولة الشهيرة في أفلام الغرب الأمريكي “هناك شرطي جديد في البلدة”، مؤكداً على ضرورة أن تقوم أوروبا بمزيد من الجهود لضمان أمنها في المستقبل. كما تابع تصريحاته باتهام القادة الأوروبيين بتبني سياسات شبيهة بالأنظمة الشمولية.
واعتبر فانس أن الهجرة الجماعية تمثل تهديداً أمنياً رئيسياً، حيث رأى أن تدفق ملايين المهاجرين غير المنضبطين يشكل خطراً متزايداً، لافتاً إلى الهجمات الإرهابية المتكررة كدليل على ذلك، وتساءل: “كم مرة علينا أن نشهد ذلك قبل أن نغيّر المسار؟”
وفي تعليق آخر، سخر فانس من الانتقادات التي وُجهت لإيلون ماسك، قائلاً: “إذا كان بإمكان أمريكا أن تتحمل عشر سنوات من توبيخ غريتا ثونبرغ، فبإمكانكم تحمل بضعة أشهر من إيلون ماسك.”
تصريحات فانس قوبلت بانتقادات حادة من وزير الدفاع الألماني “بوريس بيستوريوس”، الذي وصف كلامه بأنه غير مقبول، في حين اتهمه زعيم الحزب الاشتراكي “لارس كلينغبايل” بدعم اليمين المتطرف في أوروبا.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية أخرى بعد وقت قصير من خطاب فانس، حيث قوبلت انتقادات بيستوريوس بتصفيق حار من الحضور.
واليوم السبت، وجه المستشار الألماني، أولاف شولتس، انتقادات قاسية لتصريحات فانس، التي أيد فيها حزب “البديل” الشعبوي، مشددًا على رفض أي تدخل في الحملة الانتخابية الألمانية.
وقال شولتس في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: “لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا أو في انتخاباتنا أو في تشكيل رأينا الديمقراطي لصالح هذا الحزب. هذا أمر غير مقبول، خصوصاً من الأصدقاء والحلفاء، ونحن نرفضه بشدة”. وأضاف: “نحن من سيقرر مستقبل ديمقراطيتنا بأنفسنا”.
