مرصد مينا
تسارعت حدة الخلافات بين الجزائر وفرنسا بعد أن رفضت السلطات الجزائرية تسلُّم مواطن جزائري، تم ترحيله من فرنسا بقرار من وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، وذلك على خلفية تهم تتعلق بالتحريض على العنف ونشر الكراهية.
يأتي هذا الرفض بعد أن أوقفت السلطات الفرنسية، المؤثر الجزائري على مواقع التواصل “دوالمين” (59 عاماً) في مدينة مونبلييه الأسبوع الماضي إثر تداول مقطع فيديو له على منصة “تيك توك”، حيث دعا فيه إلى قتل المعارضين السياسيين، بمن فيهم الناشط الجزائري محمد تاجديت.
السلطات الجزائرية رفضت استلام “دوالمين” عند وصوله إلى مطار هواري بومدين، ما اضطر الطائرة التي كانت قادمة من باريس إلى العودة به إلى العاصمة الفرنسية.
وذكرت إذاعة “أوروبا 1” الفرنسية، الجمعة، في تحديث للخبر، أن الشرطة الفرنسية وضعت “دوالمين” في طائرة تابعة للخطوط الفرنسية، متوجهة إلى الجزائر العاصمة بعد ظهر الخميس، لكن سلطات البلاد رفضت دخوله عندما حطّت الطائرة في مطار هواري بومدين، فاضطرت لأن تعود به إلى مطار باريس شارل ديغول في رحلتها العكسية ليلاً، وفق “أوروبا 1″، التي أكدت نقله إلى مركز احتجاز إداري في شمال العاصمة الفرنسية.
وقد كان من المقرر أن يمثل “دوالمين” أمام المحكمة في الشهر المقبل، إلا أن قرار وزير الداخلية الفرنسي بتسريحه وتسليمه لم يشمل وقتاً كافياَ لمعالجة استئناف محاميه.
في هذا السياق، أشار مسؤولون حكوميون فرنسيون إلى أن هناك مفاوضات قد تبدأ بين الحكومتين لمحاولة حل هذه الأزمة المتعلقة بتسليم المواطنين المتهمين.
هذه التوترات تأتي في وقت حساس بين البلدين، بعد سلسلة من الأحداث التي دفعت بالعلاقات إلى حافة التوتر، على غرار الأزمة التي نشبت عام 2021 بسبب رفض الجزائر إصدار تراخيص قنصلية لترحيل المهاجرين غير النظاميين.
وكانت الشرطة الفرنسية قد ألقت القبض في وقت لاحق، على “صوفيا بن لمان” في مدينة ليون، بتهمة التحريض على القتل ضد معارضة جزائرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تم إيقاف عدد من المؤثرين الجزائريين بتهم مماثلة تتعلق بالتحريض على العنف والتهديد بالقتل.
وقد أثارت هذه الأحداث موجة من الغضب في الجزائر، حيث دعم قطاع من الصحف والمواطنين الموقف الجزائري في هذا النزاع، ما يزيد من تعقيد فرص المصالحة بين البلدين في المستقبل القريب.