مرصد مينا – نيويورك
صعدت باريس من شدة تصريحاتها تجاه الولايات المتحدة بسبب قضية الغواصات، إذ شنّ وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان في نيويورك هجوماً جديداً على الولايات المتّحدة، معرباً عن الأسف لعدم تشاور واشنطن مع باريس.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في نيويورك قال لودريان إنّ “الموضوع يتعلّق في المقام الأول بانهيار الثقة بين حلفاء وهذا الأمر يستدعي من الأوروبيين التفكير مليّاً”.
الوزير الفرنسي شدد على أنّ “الموضوع المطروح اليوم، فضلاً عن فسخ عقد صناعي، هو الفسخ القاسي وغير المتوقّع وغير المبرّر، إلا أن ما يهمّ الآن هو أولاً وقبل كلّ شيء مسألة انهيار الثقة بين شركاء”.
وأضاف أنّ “التحالف يعني الشفافية” و”القدرة على الاستشراف” و”التوضيح” و”التحدّث مع بعضنا البعض”، و”عدم الاختباء”، و”كلّ هذا يحتاج إلى توضيح اليوم”.
وندّد الوزير الفرنسي مجدّداً بـ”قسوة الإعلان” الذي أدلى به الرئيس الأميركي جو بايدن في 15 سبتمبر الجاري والذي كشف فيه النقاب عن ولادة تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا كان من أولى ثماره الإطاحة بصفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع.
واعتبر لودريان أنّ ما قام به بايدن يؤكّد استمرار حصول “ردود فعل تنتمي لزمن كنّا نأمل أن يكون قد انتهى”، في إشارة واضحة إلى عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، معربا عن أسفه لـ “التوجّه التصادمي للغاية” الذي يبدو أنّ الولايات المتّحدة تسلكه تجاه الصين، معتبراً أنّ على الأوروبيين الدفاع عن “نموذج بديل” بدلاً من الخوض في “منافسة” لا تخلو أحياناً من استخدام “العضلات”.
لو دريان أبدى أسفه لإقصاء أوروبا عن استراتيجية واشنطن لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي إشارة واضحة إلى توتر العلاقات بين واشنطن وباريس قال الوزير الفرنسي أنّه لا يعتزم لقاء نظيره الأميركي أنتوني بلينكن… “ستكون لدي الفرصة لمصادفته في الأروقة”.