تقول بعض التقارير والدراسات العالمية، السوريون باتور يشكلون ثلث إجمالي عدد اللاجئين في العالم، فيما تشير جهات رسمية وغير رسمية إلى استضافة تركيا ما تقارب نسبته 63.4% من المجمل، أي ما يقارب 4 ملايين لاجئ.
ليس في تركيا وحدها، بل العديد من الدول بدأت مؤخراً بإستخداف ملف اللاجئين السوريين ضمن الأروقة والبازرات السياسية، حيث بدأت عدة أحزاب وقوى سياسية تطالب بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، لعبا على وتر القومية لكسب أصوات الناخبين.
فيما تتهم المعارضة التركية ووأخرى مسؤولة السوريين بنزع فرص العمل من الأتراك، بينما يبدو أن خسارة حزب العدالة والتنمية للمدن التركية الكبرى أنقرة واسطنبول في الانتخابات الأخيرة، بدأ يتحمل نتائجها السوريين، من خلال تضييق الخناق عليهم، تارة بإغلاق تسجيل السوريين في دوائر الهجرة، وتارة أخرى بفرض الضرائب على علاجهم، وصولا الى الترحيل.
حيث صرح والي اسطنبول “علي يرلي قايا” في لقاء خاص جمع وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” مع عشرات الصحقيين السوريين السبت، أن إسطنبول باتت تتحمل عبئا كبيرا لا يمكن احتماله، مؤكدا على ضرورة تطبيق القوانين في ما يتعلق بالعمالة غير الشرعية للأجانب.
وطالب قايا الأجانب غير المسلجين في ولاية إسطنبول بالعودة إلى الولايات التركية المسجلين فيها، بعد أن كشف عن 574 ألف سوري يحملون بطاقات الحماية المؤقتة في إسطنبول، مضيفا أن عدد الأجانب الذين تستضيفهم اسطنبول وصل الى مليون و600 ألف أجنبي.
في حين اعتبر قايا أن تحرك السوريين بين الولايات التركية بدون اذن سفرغير مقبول، مشيرا الى أن هذا الأمر ضروري للحد من الهجرة غير الشرعية، حسب وصفه.
وبسبب الأعداد الكبيرة من الأجانب الذين يعملون في اسطنبول بدون وثائق رسمية، نبه قايا العمال الأجنبيين الموجودين في الولاية، من أن موظفين اسطنبول سيبدأوا بتفقد أماكن العمل في الولاية للتأكد من قانونية العمال والموظفين.
الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” كان قد قال أيضا خلال اجتماع هيئة القرار المركزي في حزب العدالة والتنمية الحاكم لتقييم الانتخابات المحلية الأخيرة ، يوم الخميس ” كان علينا أن نفتح أبوابنا للسوريين، لم يكن بإمكاننا أن نتجاهل ما كان يحدث وفتحنا لهم أبوابنا، تخيلوا لو حدث لنا مثلهم، من الذي سيساعدنا”.
وتابع قوله “لكن على كل حال الآن سيكون لدينا خطوات جديدة في هذا الصدد، سوف نتخذ الخطوات اللازمة لتشجيعهم على العودة، سنرحل من ارتكب منهم جرائم وسنأخذ الضرائب على العلاج الطبي الذي يتلقونه”. دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل.
جاء ذلك في رد منه على بعض نواب الحزب الذين عبروا له خلال الاجتماع عن ردة فعل سلبية من الشارع تجاه السوريين، مطالبين بتبني سياسة جديدة تجاههم بحسب موقع “عنب بلدي”، ويشير مراقبون أن تركيا بدأت بتطبيق قوانين صارمة بحق السوريين عقب الانتخابات الاخيرة. حيث استغل المرشحين وقتها ردة الشارع التركي تجاه السوريين ووعدوا خلال حملاتهم باتخاذ خطوات حيال اللاجئين السوريين، تصل إلى حد ترحيل المخالفين وعدم السماح بأي تجاوزات قانونية، في سبيل كسب أصوات الناخبين.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي