مرصد مينا – سوريا
أفادت مصادر إعلامية أن ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، الذي يتولى قيادة “الفرقة الرابعة” في الحرس الجمهوري السوري، رفض أوامر روسيّة لسحب جميع الحواجز التابعة للفرقة، مشيرة إلى أن روسيا تسعى جاهدة إلى سحب حواجز “الفرقة الرابعة” عبر تقوية نفوذ “الفيلق الخامس”، في عموم سورية ولا سيما الجنوب السوري.
وكان تقرير نشر في نيسان الماضي ذكر أشار إلى وجود خلافات بين المخطّطات العسكريّة الروسية في سوريا، وبين مخطّطات القوات الإيرانيّة وميليشيات حزب الله اللبناني.
المحلّل العسكري الروسي لموقع “المونيتور”، أنطوان مارداسوف قال في مقال له: رغم الدور الفاعل للجيش الروسي منذ التدخّل عسكريًا في سورية عام 2015 في حسم المعركة لصالح النظام السوري والمقاتلين معه، إلا أن إستراتيجيّته لإنشاء “أحزمة نفوذ” في سوريا باءت بالفشل، خصوصًا داخل جيش النظام السوري نفسه.
وتظهر المقالة شرخًا بين الدورين الروسي والإيراني الداعمين لنظام بشّار الأسد، وصل حدًا دفع روسيا إلى الشكّ في أن ميليشات إيرانيّة شنّت هجمات على قاعدة حميميم، التي تضمّ جنودًا روسيين، شماليّ البلاد.
وبحسب مارداسوف، الباحث أيضًا في مجلس الشؤون الدوليّة الروسيّة، ومقرّه موسكو، فإنّ جزءً من منهجية الجيش الروسي في سعيه لإنشاء أحزمة نفوذ في سوريا، هو إنشاء ميليشيات عسكريّة موالية ودعمها، “ورغم الجهود الظاهرة لروسيا في إعادة المركزيّة للجيش السوري، إلا أنها، فعليًا، تساهم في تفكيكها. بينما تحاول إيران، من جانبها، دمج الميليشيات في الهياكل العسكريّة الدائمة للجيش السوري”.
وذكر مارداسوف أنّ روسيا ما تزال غير موفّقة في سعيها إلى إنشاء ميليشيا عسكريّة كرديّة في الشمال السوري، تدربّها “وحدات حماية الشعب” ويشرف عليها ضبّاط روس، والهدف من هذه الميليشيا، سيكون، في وقت لاحق، “إمّا الانضمام إلى الوحدات التي تحرس المنشآت العسكرية الروسية في عامودا وتل تمر (الحسكة) أو لمرافقة الدوريات العسكرية الروسية”.
أما الهدف بعيد المدى لروسيا، “فهو توسيع النفوذ الروسي في شمال شرقي روسيا، وخلق سابقة تتكامل فيها الجماعات الكرديّة مع الميليشيات الموالية لروسيا وليس مع قوات سورية الديمقراطية فقط”.
وأشار التقرير كذلك إلى أن محاولات روسيا لإبعاد “سرايا الدفاع الوطني” (ميليشيات شكّلها النظام بعد الثورة، وموالية لإيران) والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، من جبهة إدلب، قد باءت بالفشل. وفي نهاية المطاف، لم تحافظ على القوات على مواقعها فقط، إنّما أصبحت جزءًا معترفًا به في المنطقة.
محاولات روسيا هذه لجمع أكبر عدد من الميليشيات ضمن الفيلق الخامس خلقت سرديّة مفادها أنّ إيران تحاول تفتيت قوات جيش النظام السوري، بينما تريد روسيا، على النقيض من ذلك، تنظيمها تحت مركز قيادة واحد.
إلا أن الباحث الروسي يرى أن هذا التصوّر خاطئ، لافتا إلى أنّ المستشارين العسكريين الروس تعلّموا من الإخفاقات السابقة وابتعدوا عن ترقيم الفيالق العسكرية بأرقام توحي بأنهم سيصبحون لاحقًا جزءً من جيش النظام السوري.