مرصد مينا
أثارت المعلومات التي أوردتها اليونان بشأن غرق قارب المهاجرين قبالة سواحلها، وتضارب الرواية الرسمية مع روايات شهود العيان؛ علامات استفهام حول صحتها، ودعت الأمم المتحدة لإجراء تحقيق في تعامل حكومة اليونان مع حادثة غرق القارب.
وكالة الأناضول التركية أشارت إلى أن القارب بقي مكانه وسط البحر 7 ساعات تقريبا، خلافا لما قالته الحكومة اليونانية.
وادعى خفر السواحل اليوناني أن القارب لم يتوقف، وكان يتحرك باتجاه إيطاليا في ذلك الوقت، وزعمت السلطات اليونانية أنه لم يرد أي نداء استغاثة من القارب، وأن من كانوا على متنه لم يواجهوا خطرا حتى آخر لحظة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم الاثنين تشكيل مجموعة عمل خاصة للتعامل مع حادث غرق المركب قبالة السواحل اليونانية، وذلك في إطار متابعتها للحادث.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة -في بيان- إن الخارجية تنسق مع السفارة المصرية في أثينا للتواصل مع الجهات اليونانية المعنية للاطمئنان على أحوال الناجين، والعمل على الحصول على معلومات بشأن هوية المفقودين.
يشار أنه كان من المقرر أن يمثل أمام محكمة يونانية 9 مصريين يوم غد الثلاثاء على خلفية التسبب في غرق سفينة كانت تقل مئات اللاجئين الأربعاء الماضي، لكن قاضيا بمدينة كالاماتا الساحلية وافق على طلب محامي الدفاع لتأجيل جلسة الاستماع 24 ساعة ليتسنى لهم المزيد من الوقت للاطلاع على شهادات الناجين.
وكان المتهمون التسعة -وأعمارهم تتراوح بين 20 و40 عاما- اعتقلوا بعد وقت قصير من غرق قارب صيد يقل مهاجرين غير نظاميين مبحرين من ليبيا باتجاه إيطاليا، فيما يواجه الرجال اتهامات بتهريب البشر والقتل الناجم عن الإهمال وتشكيل تنظيم إجرامي.
وسائل إعلام يونانية أوضحت بأن المتهمين يشتبه في انتمائهم إلى شبكة تهريب منظمة نقلت لاجئين ومهاجرين غير نظاميين من ليبيا إلى إيطاليا 18 مرة خلال الشهرين الماضين. وطلبت السلطات اليونانية من الشرطة الأوروبية (يوروبول) مساعدتها في التحقيق الذي قد يمتد إلى عدة دول. والاعتقالات تمت بناء على مقابلات وأقوال ناجين آخرين.
وكان القارب -البالغ طوله 30 مترا ويقل نحو 700 مهاجر- انقلب على بعد نحو 80 كيلومترا من بلدة بيلوس في جنوب اليونان الأربعاء الماضي، ويقل 700 شخص نجا منهم 104 أشخاص، وتم انتشال 78 جثة، وتضاءلت الآمال في العثور على ناجين آخرين. وقال مسؤولون بالحكومة اليونانية إن معظم من كانوا على متن القارب جاؤوا من مصر وسوريا وباكستان.
يشار أن القارب غرق في منطقة تعرف بأنها أعمق نقطة في البحر المتوسط حيث يزيد عمقها على 5 آلاف متر.
