مرصد مينا
أطلقت أذربيجان عملية عسكرية أمس الثلاثاء في اقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه مع أرمينيا وسيطرت خلالها على 60 موقعا للقوات الأرمينية، فيما أعلنت وسائل إعلام روسيا أن قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم أجلت أمس الثلاثاء أكثر من 1800 من سكان الإقليم المتنازع عليه.
وكانت وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت مساء أمس الثلاثاء أن العملية تستهدف إخراج التشكيلات المسلحة الأرمينية من أراضيها، مضيفة أن العملية العسكرية من شأنها ضمان وقف ما وصفته بالاستفزازات واسعة النطاق بالإقليم، ونزع سلاح القوات الأرمينية، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية، وضمان سلامة المدنيين العائدين إلى أراضيهم، مشددة على ضرورة حل السلطات الانفصالية الأرمينية في قره باغ.
وزارة الدفاع الأذرية لفتت إلى أنه تم استخدام أسلحة عالية الدقة على الخطوط الأمامية وفي الأعماق، وتحديد مواقع تشكيلات قوات أرمينية ونقاط إطلاق النار طويلة المدى، مؤكدة أن القصف لا يستهدف المدنيين.
بالمقابل، نفت السلطات الأرمينية وجود أي وحدات عسكرية لها في الإقليم، وطالبت مجلس الأمن الدولي وقوات حفظ السلام الروسية باتخاذ إجراءات لوقف ما سمته العدوان الأذربيجاني والعودة للتفاوض، وتحدثت أرمينيا عن “عدوان واسع النطاق” من قبل أذربيجان يستهدف التجمعات السكانية، ونفت أن يكون جيشها موجودا في قره باغ، فيما وأعلن المسلحون الأرمن في إقليم قره باغ أن الجيش الأذري نفذ قصفا عنيفا ويحاول اختراق دفاعاتهم، قائلين إنهم لا يزالون صامدين.
وأقرت قيادة الانفصاليين الأرمينية بمقتل 23 من عناصرها، بالإضافة إلى مدنيين اثنين، مشيرة إلى أن القوات الأذرية تستخدم الطيران الحربي والمدفعية والطائرات المسيّرة.
وفي باكو، أعلنت النيابة العامة مقتل مواطن جراء قصف أرميني باتجاه مدينة شوشي الواقعة تحت سيطرة أذربيجان، وتقع على مشارف قره باغ. بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأذرية إصابة جنديين جراء ما وصفته باستفزاز عسكري أرميني.
دوليا دعت الخارجية الأمريكية إلى وقف العمليات العسكري على الفور والعودة إلى التهدئة، داعية أذربيجان إلى حل المشاكل مع الأرمن في قره باغ من خلال الحوار
وزير الخارجية الأمريكي في اتصاله الهاتفي الرئيس الأرميني باشينيان قال: “نتابع التطورات في قره باغ بقلق”. وأبلغ بلينكن -حسب البيان- رئيس الوزراء الأرميني أنه دعا أذربيجان إلى الحوار، مضيفاً أن “الولايات المتحدة تدعم سيادة أرمينيا واستقلالها وسلامة أراضيها”، فيما دعت الخارجية الروسية إلى وقف إراقة الدماء في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان.
أما وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، فأكد لنظيره الأرميني أرارات ميرزويان -خلال لقائهما في نيويورك- ضرورة التزام باكو ويريفان بنص اتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ، وحل القضايا العالقة عن طريق الحوار.
ومن نيويورك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تدعم خطوات أذربيجان للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مضيفا أن قره باغ أرض أذرية ومن غير المقبول فرض وضع آخر، مضيفا أن أنقرة دعمت المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا، لكن يريفان لم تستغل هذه الفرصة. من جانبه، استنكر الاتحاد الأوروبي التصعيد العسكري في قره باغ، داعيا أذربيجان لوقف التصعيد.