مرصد مينا – هيئة التحرير
ردت شركة الاتصالات السورية على ما نشره رئيس مجلس إدارة شركة “سيريتل” “رامي مخلوف” على مواقع التواصل الاجتماعي. مؤكدة أن “ما تداوله مخلوف يأتي ضمن حملة الخداع والمواربة بهدف التهرب من سداد حقوق الخزينة العامة”.
وقالت الهيئة في بيان على موقعها الرسمي: أنها “كجهة عامة اولا ليست في موقع من يحتاج للتأكيد على مصداقية ثبوتايتها وبياناتها التي منحها القانون الصفة الرسمية والقوة الثبوتية”، موضحة أن “ما يدل على ذلك احجام وامتناع الفريق التنفيذي لشركة سيريتل التفويض الأصولي لتوقيع الاتفاق المتضمن سداد المبالغ المترتبة للخزينة”.
ونشرت الهيئة وثيقة صادرة عن الادارة التنفيذية للشركة تبين وتثبت رفض رئيس مجلس الادارة “رامي مخلوف ” منحهم التفويض الأصولي اللازم.
وزارة الاتصالات السورية، قالت مساء أمس الأحد، إنها تحمّل شركة “سيريتل”، العائدة لرجل الأعمال “رامي مخلوف” “كل التبعات القانونية والتشغيلية نتيجة قرارها الرافض لإعادة حقوق الدولة المستحقة عليها”.
الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد السورية هددت، في بيان لها، شركة “سيريتل” بأنها ستتخذ التدابير القانونية ضد المؤسسة بعد انتهاء المهلة الممنوحة لها دون تسديد المبالغ المترتبة عليها، مؤكدة: أنها “ستقوم باتخاذ كافة التدابير القانونية لتحصيل هذه الحقوق واسترداد الأموال بالطرق القانونية المشروعة المتاحة”.
وأشارت الهيئة: إلى أن “المهلة المحددة للشركة انتهت منذ أسبوعين، والجانب الحكومي أبدى مرونة، والشركة رفضت دفع المبالغ القانونية المستحقة عليها والمتعلقة بإعادة التوازن للترخيص الممنوح لها”. موضحة أنها “ستتخذ الإجراءاتبناء على القانون وعلى التزامها بواجبها بتحصيل الأموال العامة لخزينة الدولة بكافة الطرق القانونية المشروعة”.
اعتقالات ومداهمات
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت اليوم الأحد، أن أجهزة نظام الأسد نفذت حملة أمنية جديدة برفقة “الشرطة الروسية”، داهمت خلالها منشآت ومؤسسات تتبع لرجل الأعمال السوري وابن خال رئيس النظام، “رامي مخلوف”، مشيرة إلى أنها “اعتقلت 19 موظفاً من جمعية البستان”.
وأكد المصادر: أن “الاعتقالات شملت محافظات اللاذقية (8 اعتقالات)، ودمشق (7 اعتقالات) ،وفي حمص (4)، وكانت جميعها بتهمة الفساد”. موضحة أن “عدد العاملين الموقفين من (موظفين ومدراء) ارتفع إلى نحو 60 شخصا، منذ بداية الحملة الأمنية في أواخر شهر نيسان الفائت، والتي شملت مقرات ومؤسسات تتبع لابن خال الأسد في(دمشق وحلب وحمص واللاذقية وطرطوس)”.
حملة المداهمات والاعتقالات جاءت بعد الظهور الأخير لابن خال “الأسد” يوم أمس الأحد، موجهاً رسالة اعتذار إلى أهالي المدراء وبعض كبار الموظفين فيها، الذين تعرضوا للاعتقال خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب ما بات يعرف بأزمة “راماك”، مشيراً إلى أن “سياسة التهديد والوعيد، التي تستخدمها الجهات، التي تستهدفه، دفعت الكثير من الموظفين في شركاته إلى تقديم استقالاتهم”.
ولفت “مخلوف” إلى أن “البعض من الموظفين يعيشون في حالة قلق وخوف من الملاحقة والمضايقات، ومن بينهم شقيق (مخلوف)، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة سيرياتيل.
تهديد ووعيد
إلى جانب ذلك، حذر “مخلوف” من ما أسماه طبقة “أثرياء ما بعد الحرب”، الذين حملهم مسؤولية الخراب الحاصل بالاقتصاد السوري، في إشارة إلى “أسماء الأسد” وبعض أفراد أسرتها كابن خالتها، “مهند الدباغ”، مضيفاً: “خلال الاجتماعات مع الجانب الحكومي للوصول إلى تسوية، طلبوا منا تعاقد إلزامي مع شركة بعينها تكون مسؤولة عن تخديم شركة سيرياتيل بشكل حصري، وأنه ممنوع علينا التعاقد مع أي شركة أخرى، وهو ما رفضناه، كما طلبوا من ممثلي الشركة دفع مبلغ 50 في المئة من وارداتها أي ما يعادل تقريبا 120 في المئة من الأرباح، وهو ما رفضناه أيضاً”.
“مخلوف” ذكر بأن الأموال، التي يطلبها النظام ليست من حقه وأنها ليست ضرائب بقدر ما هي محاولة للسيطرة على أموال شركة سيرياتيل، معتبراً أن استمرار هذا النهج، سيقود إلى خراب شركة سيريا تيل بشكل كامل، وبالتالي خراب عام للاقتصاد والوصول إلى نتائج لا تستطيع الجهات المستهدفة له أن تتحملها، في تهديدٍ مباشر وصريح للنظام من تبعات استمرار الحملة، التي تستهدفه.
يذكر أن هيئة الاتصالات والبريد، طالبت شركتي الهاتف النقال في البلاد (سيريتل، وMTN سوريا)، أواخر الشهر الماضي، بدفع مبالغ تعادل 233.8 مليار ليرة لإعادة التوازن للترخيص الممنوح لهما.
تداعيات اقتصادية..
في سياق غير بعيد سجل سعر صرف الليرة السورية ارتفاعًا أمام العملات اﻷجنبية، عقب ظهور رامي مخلوف، بفيديو جديد هدد خلاله بأن انهيار الشركة سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد السوري بشكل كامل بالاضافة لانهيارات أخرى لم يسمها، بدت وكأنها إشارة إلى انهيار النظام.
ووصل سعر صرف الليرة أمام الدولار اﻷمريكي، امس الأحد ، إلى 1685 ليرة ما يشكل نسبة انخفاض 2.74% بحسب موقع “الليرة اليوم”.
في حين تجاوز سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا حاجز 1740 ليرة، بنسبة انخفاض 5.45%.
في السياق ذاته، هدد “مخلوف” بتبعات كبيرة ستلحق بالاقتصاد السوري عموماً، في حال استمرت سياسيات “أثرياء ما بعد الحرب” على حد وصفه، متطرقاً للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية 2011، إلى أزمة الغلاء الحاصلة في البلاد، مع ارتفاع الأسعار إلى ما يتجاوز 30 في المئة من أسعارها الأصلية، ما اعتبره ناجماً عن ممارسات طبقة من المنتفعين الموجودين في فلك النظام.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، “جيمس جيفري”، فسّر في وقت سابق الخلافات الأخيرة بين رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، والنظام السوري، فيما يتعلق بضرائب شركة “سيرتيل”، باحتمالين اثنين.
وقال جيفري في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، نشرت تفاصيله الخارجية الأمريكية: إن “مخلوف يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد البديل السوري وحتى الاقتصاد الرسمي الفعلي.” مشيراً إلى أن “الخلاف الأخير يمكن تفسيره بطريقتين، الأولى أن يكون “القشة التي قصمت ظهر البعير، أتمنى ذلك، لكنني لا أعتقد ذلك”.
أما الثانية فتتعلق بتعرض النظام السوري إلى ضغوط اقتصادية كبيرة فيما يخص تدهور الليرة السورية، والصعوبات في تأمين المحروقات والمواد الأساسية.