تفاصيل اللحظات الأخيرة لقرار إسرائيل مهاجمة إيران

مرصد مينا

كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن قرار شن الهجوم الإسرائيلي على إيران، والذي حمل الاسم الرمزي “الأسد الصاعد”، تم اتخاذه في اللحظات الأخيرة، بعد مناقشات مكثفة وسرية داخل الدوائر العليا في تل أبيب.

ونقلت شبكة “NBC News” الأميركية تصريحات ساعر التي أدلى بها خلال اتصالات أجراها مع عدد من وزراء الخارجية في العالم، بينهم نظيره الألماني يوهان فاديفول، حيث اعتبر أن “القرار اتُّخذ بعد استنفاد جميع الطرق الممكنة”، مضيفاً: “العالم بأسره فهم أن الإيرانيين لم يكونوا مستعدين للتوقف، وكان علينا أن نوقفهم. أيام صعبة تنتظرنا، لكن لا خيار آخر أمامنا”.

اجتماع سري ومفاجأة غير متوقعة

وبحسب تقرير لقناة “i24 News” الإسرائيلية، فإن القرار تمخض عن اجتماع طارئ وسري للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عُقد مساء الخميس، تحت غطاء أمني مشدد.

ورغم استدعاء الوزراء بدعوى مناقشة تطورات المفاوضات مع حركة حماس، إلا أن جدول الاجتماع لم يتضمن أي إشارة إلى هذا الملف، بل تركز بالكامل على الملف الإيراني.

وفور دخول الوزراء إلى القاعة، تم سحب هواتفهم المحمولة ومنع استخدام أي وسيلة تواصل خارجي، ولم تُعاد إليهم إلا قرابة الساعة الثالثة فجراً.

وخلال الجلسة، طُلب من كل وزير أن يعلن موقفه صراحة من تنفيذ الهجوم، لضمان الإجماع التام قبل اتخاذ القرار النهائي.

تصويت بالإجماع

مع نهاية الاجتماع، صوّت أعضاء “الكابينت” بالإجماع لصالح تنفيذ ما وصف بـ”هجوم وقائي ضد البرنامج النووي الإيراني”، بعد ساعات من النقاش المستفيض الذي استمر حتى وقت متأخر من الليل.

وتم تقسيم الجلسة إلى مرحلتين: الأولى خُصصت للتصويت، والثانية لمناقشة السيناريوهات والخطط العسكرية التالية للهجوم.

وفي ختام الجلسة، وُقعت وثيقة تلزم الوزراء بالحفاظ على السرية التامة لما دار في الاجتماع، منعاً لأي تسريبات قد تعرقل سير العملية.

مخاوف من تسريب وتحركات إيرانية محتملة

التقرير أشار أيضًا إلى أن عددًا من الوزراء أعربوا عن مخاوف من إمكانية اكتشاف طهران للخطة قبيل تنفيذها، الأمر الذي كان سيؤدي إلى إفساد الهجوم أو التقليل من تأثيره الاستراتيجي.

ورغم هذه التحفظات، مضت الحكومة الإسرائيلية قدمًا في تنفيذ العملية التي شكّلت تصعيدًا غير مسبوق في الصراع مع إيران، وسط حالة من الترقب الإقليمي والدولي لما قد تحمله الأيام المقبلة من ردود فعل ومضاعفات محتملة.

Exit mobile version