كشفت وسائل إعلام سودانية، اليوم الاثنين، تفاصيل مثيرة حصلت أثناء اعتقال الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير من منزله في ضاحية كافوري بولاية الخرطوم في الـ 11 نيسان / ابريل الماضي. ونقلت صحيفة “الانتباهة” السودانية عن عضو المجلس العسكري الفريق ركن ياسر العطا قوله إن “عملية التغيير أقرتها قوات الجيش والدعم السريع وجهاز الأمن لدعم الثورة وإسقاط البشير، مؤكداً بأنه “عقب خطوات ترتيبية واسعة أوفد البرهان (رئيس المجلس العسكري الحالي) إلى البشير لإخطاره بـاقتلاعه”. وكشف العطا بأن البرهان بعد إبلاغه البشير بسقوطه وجه شتائم وانتقادات لبعض القيادات المقربة منه، لم يسمها عضو المجلس العسكري. وأشار إلى أنه بعد إخطار البرهان للبشير ذهب بمعية قوات عسكرية لمنزله وقام باعتقاله، موضحا أنه أثناء وضع الأغلال على يد البشير وجدنا بالمنزل شقيقه عبد الله البشير وقال لي مهدداً ومتوعداً بالموت: “الدوشكا حتدور”، وهو تهديد بالقتل باللهجة السودانية . وذكر العطا أن البشير قام بزجر شقيقه قائلاً: “اسكت يا عبد الله”، وتابع قائلاً: “بعدها قمت باعتقال عبد الله نفسه وأرسلتهما الاثنين معاً لسجن كوبر”، في الخرطوم. وأضاف العطا أنه علم بوجود العباس شقيق البشير بالمنزل قبل ساعة من حضوره، إلا أنه تمكن من الهروب قبل الوصول، ومضى قائلاً: “أعتقد أن الدولة العميقة هي التي هربته”. كما اعتبر بأن البداية الحقيقية لانحياز القيادات العسكرية والأمنية لثورة الشعب السوداني، كانت إبان زيارة البشير لولاية الجزيرة (شرق) في كانون اول/ ديسمبر الماضي. وقال إنه أثناء تلك الزيارة أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي انحيازه للشارع، ووجه قواته التي كانت تقوم بتأمين زيارة البشير للجزيرة بعدم ضرب المواطنين وحمايتهم. واشار إلى أن موقف حميدتي سبقته ترتيبات قطعت شوطاً داخل القوات المسلحة في الانحياز للشارع، وقال: “كنا نتخوف من الصدام مع الدعم السريع، ولكن موقف حميدتي أكمل حلقات التغيير”. كما كشف عضو المجلس العسكري عن إرسال لواء بالجيش قبل خمسة أيام من مليونية 6 أبريل/ نيسان للتواصل مع من يقودون الشارع ومطالبتهم بأن تكون المليونية باتجاه القيادة العامة للجيش بدلاً من القصر الجمهوري، وبرر الطلب بغرض حماية الثوار. واوضح في هذا الصدد:”إذا ذهبوا للقصر ستكون محصلة الموت بالآلاف، لذا طالبناهم بالحضور للقيادة وفتح الطريق لهم، وكنا نواجه ضغطاً من صغار الضباط بغرض الانحياز للشارع”.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي
