مرصد مينا
في ظل ترقب المجتمع الدولي لدخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، انتشرت تقارير في تل أبيب تفيد بوجود خطط تم إعدادها خلال الأشهر الماضية بمشاركة جهات إسرائيلية، تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني.
وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من اليمين الإسرائيلي، أن هذه الخطط تعكس تعاوناً استراتيجياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى تعيينات ترمب الجديدة كإشارة واضحة على التوجه نحو سياسات أكثر صرامة تجاه طهران.
من جانبها، أوقفت إيران عمليات الرد العسكري المحتملة، مثل “الوعد الصادق 3″، بعد الهجوم الإسرائيلي الكبير في 26 أكتوبر الماضي.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن القيادة الإيرانية تواجه نقاشات داخلية حول كيفية التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، إذ تدرس إمكانية التفاوض لإبرام اتفاق نووي جديد أو الاستمرار في سياسات التصعيد، وسط شكوك حول نوايا ترمب.
التوتر الداخلي في إيران
واشار تقرير في صحيفة “هآرتس” إلى أن الوضع الاقتصادي في إيران يعاني من انهيار حاد تحت إدارة الرئيس الإيراني الحالي. فقد انخفضت قيمة الريال بنسبة 20%، وارتفعت أسعار السلع والخدمات الأساسية بشكل ملحوظ.
وتتجه ميزانية العام المقبل نحو تخفيض الإنفاق على الرفاه الاجتماعي مع زيادة كبيرة في ميزانية القوات الأمنية وحرس الثورة، ما يعزز احتمالات اندلاع احتجاجات شبيهة بموجة 2019.
استعدادات أميركية وإسرائيلية
كما أفادت مصادر إسرائيلية بوجود اتصالات بين إيران والإدارة الأميركية الحالية عبر بغداد، تضمنت تعهدات إيرانية مبدئية بعدم استهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية.
وبالمقابل، تعمل بغداد على تجريد المتمردين الإيرانيين الأكراد من السلاح، لخفض التوتر مع طهران.
على صعيد آخر، أثار تصريح سابق لترامب في عام 2019 اهتمام المحللين، حيث دعا إيران إلى “اتصال بسيط” للتفاوض بشأن صفقة عادلة.
ومع ذلك، يبقى الغموض حول طبيعة مواقفه المقبلة، وما إذا كانت ستشهد تصعيداً على غرار وثيقة بومبيو التي تضمنت 12 شرطاً صارماً لإيران.
احتمالات المواجهة العسكرية
يثير المسؤولون في طهران تساؤلات حول نوايا ترامب في المرحلة المقبلة: هل سيستمر في النهج الذي أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أم أنه يسعى إلى التفاوض على “صفقة نزيهة” جديدة؟ كما يتساءلون عن مدى احتمالية عودة وثيقة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، التي تضمنت شروطاً صارمة لإيران، إلى دائرة النقاش.
ويرى بعض المحللين أن احتمالية حصول إسرائيل على ضوء أخضر أميركي لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية لا تزال غير مؤكدة.
واستنادًا إلى سياسة ترامب خلال ولايته الأولى، فإن خوض حرب شاملة في الشرق الأوسط قد لا يكون هدفاً تسعى إليه واشنطن أو حتى طهران، التي تخشى من التصعيد غير المحسوب.
في المقابل، يعتقد المحللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يستفيد من عودة صديقه ترمب إلى البيت الأبيض لتعزيز موقفه السياسي، رغم الضغوط التي يواجهها بسبب التحقيقات ضد مقربين منه.
يُذكر أن نتنياهو كثف تصريحاته أمام وزرائه مؤخراً حول ضرورة الاستعداد لأي احتمال لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ورغم نجاح إسرائيل في استهداف بعض منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، يشكك خبراء دوليون في قدرة إسرائيل على تدمير المنشآت النووية المحصنة تحت الأرض دون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة.
وقد كانت هذه القضايا محور النقاش في محادثات هاتفية بين نتنياهو وترمب عقب الانتخابات الأميركية، وكذلك في زيارات وزير إسرائيلي مقرب من نتنياهو إلى واشنطن لبحث الأمر مع فريق ترمب