زاوية مينا
انتصاراً للجيش، وتخويناً لكل من يطعن بسمعته، أما جمهور مناصرة الجيوش التي عرفها العالم، فهؤلاء ناصروا جيوشاً لها:
ـ مناقبية العسكري ذاك الذي يقطع وجبة غدائه إن سمع من الراديو النشيد الوطني ليقف وقد رفع تحية تعظيم سلام.
ـ الجيش على الجبهة وفي الخنادق لا الأرصفة والبيوت، فمكان الجيش واحد من مكانين:
جبهات القتال أو الثكنة.
ـ قيادة الجيش هم آباء جنوده، الحريصون على جدية التدريب، كما الحريصون على صحة جنودهم بدءاً من سباق الراية وصولاً للوجبة المكتملة.
ـ الجيوش الوطنية هي تلك التي لا ترسم سياسات بل تنفذ سياسات قيادات بلدانها السياسية تلك القيادات المؤهلة التي تعرف قراءة الأمس ولا تخطئ في الاستعداد للغد.
كما الجيوش الوطنية هي تلك التي تشتغل على استقلال بلدانها لا على احتلالها مستبدلة مستعمِر الخارج بحلولها مكانه كقوة مستعمِرة.
هذا هو الجيش الذي تناصره فيما سيكون عكسه:
ـ جيش الميليشيا وقد استبدل المناقبية بـ “السلبطة” والمؤسسة بالميليشيا او العصابة، قياداته تأكل غذاء جيش جنوده تائهون، مهانون، وقد تحوّلت مؤسستهم إلى عصابة فتحوّلوا مع تحولاتها من الثكنات والخنادق إلى احتلال الرصيف وقهر الجامعة.
قياداته مؤهلة للبزنس لا لإدارة الحرب والمعارك.
فعن أيّ جيش ستحامي، وعن ايّ جيش ستدافع، وكيف سيكون عليك مناصرة من فرّط باستقلالك لحساب احتلالك؟
هي أسئلة مشروعة، ملقاة بكلكلها على جيوش:
ـ لم تخض معركة إلاّ وانتهت إلى الهزيمة.
ـ لم تترك بزنس إلاّ ودخلته شراكة أو منافسة أو مصادرة واحتلالاً.
ـ لم تؤهل قيادة يمكن الإصغاء إلى اوامرها إلاّ بعنف العقوبة وقهر جنودها.
كيف لك أن تناصر جيشاً لم يحارب سوى ناس البلد، ولم ينتصر سوى على اهله؟
ويأتيك “شاعر” يمجّد جيشاً لم يرسم سوى للهزيمة، ولم يفلح سوى بنهب الموارد، ولم يغادر الرصيف ما بعد تدمير الثكنة ومغادرة الخندق.
ويأتيك من يخوّنك إذا ما انتصرت لجيشه.. جيشه ذاك الذي احترف نهب البلد، ونشر مع الحواجز التعظيم فبات ميليشيا، يدار بذهنية العصابة، فيبيع عن لزم الحال سلاحه، ويرهن إن تطلبت مصالحه إرادته لأعدائه؟
تقدّسون الجيش؟
حسناً.
ونحن نقدّسه، هذا إذا كان جيشاً لا عصابة.