تقرير: إيران تحتضن عناصر القاعدة وعائلاتهم منذ سنوات

مرصد مينا – إيران

كشف الدبلوماسي الإيراني السابق والمقيم في النرويج، “محمد رضا حيدري”، أن بعض عناصر تنظيم القاعدة وعائلاتهم يقيمون منذ فترة طويلة جدًا سراً في إيران، مضيفا الى أن “استراتيجية طهران تقضي بإقامة اتصالات مع أعداء الولايات المتحدة حتى تتمكن من ضرب مصالح واشنطن في المنطقة، تماشيا مع المثل القائل عدو عدوي صديقي”.

مجلة “لو بوان” الفرنسية نقلت في تقرير نشرته أمس الاثنين،   تصريحات لمسؤولين إيرانيين منشقين، من بينهم “حيدري” الذي انشق عن السلطة في أعقاب قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2009، كاشفة أنه “بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، أثناء مطاردة الجيش الأميركي لمسؤولي القاعدة في أفغانستان، لجأ بعض كبار قادة التنظيم إلى إيران”.

الوثائق التي استولت عليها الولايات المتحدة بعد اقتحام مقر “أسامة بن لادن” في أبوت آباد ، بباكستان في شهر أيار\ مايو 2011، تعطي فكرة أوضح عن مدى هذا “التعاون”، حيث تشير وثائق وكالة المخابرات المركزية، الى أن أول عضو في القاعدة استقر في إيران كان المتطرف الموريتاني “أبو حفص الموريتاني”، وهو صديق مقرب لبن لادن.

بدوره كشف الصحافي “ليمن ولد سالم”، الذي استطاع التحدث إلى “أبو حفص” عام 2018، أن أعضاء القاعدة غالبا ما كانوا يعيشون في مجمعات سكنية، مضيفا أن الإرهابي الموريتاني تمكن حتى في وقت من الأوقات من الوصول إلى الهاتف والإنترنت، كما كان يستطيع حتى التجول في المدينة و الاتصال بأسرته.

من جهة ثانية، اعتبر الباحث في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، “راز زيمت” أن “استقبال إيران لمسؤولي القاعدة يمكن فهمه وتفسيره عند رؤية المزايا التي قد تستفيد منها طهران مقابل ذلك، فهم أولا بمثابة ورقة مساومة في حال خطفت القاعدة إيرانيين وأخذتهم رهائن”، لافتا الى أن “طهران تسعى بذلك أيضا إلى السيطرة على أنشطة الجماعة، وبالتالي منعها من مهاجمة الأراضي الإيرانية، كما أنها بطبيعة الحال تأمل في التعاون مع القاعدة ضد أهداف أميركية”.

يشار الى  خبر اغتيال “أبو محمد المصري”، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي في طهران، قبل أيام، فتح الباب مجددا على مسألة استضافة إيران لعناصر التنظيم وعائلاتهم، وعلى الرغم من النفي الإيراني لاحتضان القاعدة، إلا أن عدة وقائع كشفت على مدى السنوات الماضية العكس، فضلا عن تصريحات مسؤولين إيرانيين أنفسهم، ووثائق وشهادات نشرت في هذا الإطار أيضا.

Exit mobile version