مرصد مينا – لبنان
رصد تقرير أمريكي، حالة الشارع في لبنان، عقب انفجار مرفأ بيروت الأسبوع الماضي، كاشفاً أن الحالة أطلقت العنان للغضب الشعبي ضد ميليشيا «حزب الله»، الموالي لإيران، وأصبح هدفا للمقاومة الشعبية، وبصورة خاصة من الجيل الصاعد.
وتوقع التقرير الذي نشره صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن «الحشود التي تظاهرت ضد المؤسسات اللبنانية في بيروت في أعقاب التفجيرات المدمرة التي ضربت مرفأ العاصمة الأسبوع الماضي، حوّلت تركيزها نحو جماعة واحدة تصدرت المشهد الغاضب، هي حزب الله».
وقال التقرير إن الحزب هو الجماعة السياسية الشيعية النافذة، والميليشيا المسلحة، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة قوة لا أحد يستطيع الاقتراب منها في لبنان».
وأكدت الصحيفة أن «حزب الله يواجه حاليا انتقادات شعبية جديدة ومتصاعدة نتيجة دوره في عرقلة الإصلاح السياسي، إذ يقول منتقدون إن (حزب الله) يساعد في إخفاء الفساد المنظم، وركز على الخارج بدلا من محاولة علاج الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان».
ووفق ما نقله موقع «إرم نيوز» عن الصحيفة، يقول نزار حسن، وهو ناشط لبناني يبلغ من العمر 27 عاماً، إن «حزب الله هو العقبة الأكبر أمام إقامة دولة قوية بمؤسسات فاعلة، إنهم يتحملون القدر الأكبر من اللوم على ما نواجهه».
ورأت الصحيفة في تقريرها أن «هناك العديد من الشقوق في البنية الطائفية اللبنانية، وهذا ليس فقط في بيروت، ولكن الظاهرة امتدت إلى مناطق نفوذ (حزب الله) في التجمعات (الشيعية)، من جنوب بيروت إلى وادي البقاع، حيث تظهر المعارضة حاليا على السطح».
فيما جاء تعليق الشريف سليمان، الناشط المناهض للفساد من وادي البقاع، أقوى من الذي قبله، مشدداً على أن: «حزب الله جزء من الفساد الذي كان سببا في تفجيرات بيروت، هناك قدر هائل من الغضب داخلنا لا يمكن تصوره»، حسب المصدر ذاته.
وأوضح التقرير أنه توصل لهذا الاستنتاج، بعد أن تصاعد الغضب الشعبي تجاه «حزب الله» بشدة نتيجة غياب الجماعة عن المشهد لمدة ثلاثة أيام بعد تفجيرات بيروت، قبل أن يظهر الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في كلمة متلفزة، طالب فيها بالتحقيق في الحادث.
وأعطت الصحيفة مثالاً على نفاق زعيم الحزب من خلال مقارنة قريبة، لافتةً إلى أن «زعيم حزب الله، الذي بكى علانية على مقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، في غارة لطائرة أمريكية مسيرة قرب مطار بغداد، لم يُظهر نفس هذه المشاعر على المجزرة التي شهدتها بيروت الأسبوع الماضي».
واستعانت الصحيفة بقول عن «جينو رايدي»، المدوّن اللبناني المخضرم: «لقد بكى علانية على مقتل قائد عسكري إيراني، ولكنه يضحك ويبتسم في وجه الكارثة اللبنانية».
وختمت الصحيفة تقريرها برؤية إميل حكيم، الزميل اللبناني البارز في مركز الدراسات الاستراتيجي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، أن مشكلة «حزب الله» تتمثل في أنه لا يملك أيّة حلول للأزمات التي يواجهها لبنان الآن، ولكنه يتابع بقلق متصاعد ما يحدث حاليا في الشارع اللبناني.