تكلفة سجن غوانتانامو قد تغلقه

صرح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للصحافيين من على متن طائرته الخاصة حول سجن غوانتانامو: ” يكلف تشغيله ثروة وأعتقد أن هذا جنون”.

وقال ترامب “أُرغمنا عليه… أخذنا ما تركه، وهذا هو الوضع الذي نحن عليه الآن، سنتخذ بعض القرارات”.

وأشار ترامب إلى أن سلفه باراك أوباما تعهد بإخلاء السجن من نزلائه وإغلاقه بنهاية ولايته، لكنه لم ينجح في ذلك، وأثار سجن غوانتانامو إدانة في شتى أرجاء العالم في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، التي احتجزت عشرات السجناء الأجانب هناك، في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن، والحرب التي شنتها الولايات المتحدة بعدها على حركة طالبان في أفغانستان، وتعهد أوباما بإغلاق السجن، لكنه لم يتمكن من تجاوز المعارضة في الكونغرس.

وافتتحت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن معتقل غوانتانامو السيئ السمعة، مطلع عام 2002 في عز حملتها العسكرية لاستئصال تنظيم القاعدة وحركة طالبان من أرض أفغانستان، بعد هجمات 11 أيلول الشهيرة في نيويورك وواشنطن، واختيرت قطعة من أرض كوبا تخضع للسيطرة العسكرية الأميركية، مكانا لاحتجاز “الأشخاص الخطرين للغاية واستجواب المعتقلين بطريقة مثلى ومحاكمة الموقوفين المرتكبين لجرائم حرب” على ما قال وزير الدفاع الأميركي وقتئذ دونالد رمسفيلد. وكان الهدف من اختيار غوانتانامو هو حرمان المعتقلين -الذين صنفهم المشرعون الأميركيون على أنهم “مقاتلون أعداء”- من الخضوع للتشريعات والقوانين التي يخضع لها الأميركيون.

واستقبل السجن 779 معتقلا، جيء بهم على مراحل بين عامي 2002 و2006 بعد توقيفهم في باكستان وأفغانستان ودول أخرى آسيوية وعربية حليفة لواشنطن، في عز ما كان يعرف بحرب إدارة الرئيس جورج بوش على الإرهاب.

لكن إدارة بوش ما لبثت أن اكتشفت أن أكثر المعتقلين قُبِض عليهم خطأ، أو نتيجة وشاية من سلطات باكستان وأفغانستان الطامعة في الحصول على جوائز ترضية، في حين أن المتورطين فعليا في هجمات سبتمبر والمنتمين إلى القاعدة وطالبان هم قلة. وقد أكد الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف ذلك في مذكراته التي نشرت عام 2006 بعنوان “على خط النار” عند إقراره بتلقي حكومته جوائز ترضية أميركية مكافأة على تسهيلها القبض على مشتبه في انتمائهم إلى القاعدة وطالبان.

وشكل الصيت العالمي السيئ للمعتقل والانتهاكات التي وقعت داخل أسواره مادة دسمة في الحملة الانتخابية التي أتت بباراك أوباما رئيسا نهاية عام 2008، فقد تعهد بإغلاق معتقل غوانتانامو ووصفه بأنه “فصل حزين في التاريخ الأميركي”،وبرر أوباما اعتراضه على سياسية سلفه جورج بوش الابن بأنها قامت على “خيار خاطئ” يخيرنا بين “أمننا وقيمنا”، وتعهد بجعل حرب الولايات المتحدة على “الإرهاب” متسقة مع القيم الأميركية، لكن إغلاق معتقل غوانتنامو بقي وعداً أُخلف به.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version