مرصد مينا
أردوغان يدفع بـ 600 ألف سوري إلى الأراضي السورية من بينهم قيادات في التنظيمات المتشددة، وسيكون مآل جزء من هؤلاء إلى المخيمات الفلسطينية بلبنان، وحزب الله يعزّز هذه التنظيمات بالسلاح وصولاً إلى تهريب السلاح إلى داخل المخيمات وتحديداً إلى عين الحلوة بسيارات الإسعاف، ومحطة الميادين التلفزيونية توقف أحد محرريها عن العمل بالمحطة لنعته تلك القوى الفلسطينية بالإرهاب، وفي داخل المخيم عشر تنظيمات فلسطينية تقتتل على أرض مجمل مساحتها واحد كيلو متر مربع، أما “حمّاس” فتعيد إلى الواجهة وقائع غزة وهي تشتغل على انتزاع إدارة المخيمات من السلطة الفلسطينية لتحتكر إدارتها بالتعاون مع أنصار الله وشباب الإسلام، وبدعم بات صريحاً من حزب الله، أما انفجار المخيم فقد يحدث بين لحظة وأخرى ليتمدد الانفجار إلى صيدا، كل صيدا، مع ما يرافقه من فوضى ونزوح، والفوضى والنزوح إذا ما حدثا فهذا يعني مخيمات جديدة تضاف إلى المخيمات القديمة ليصبح شعار “العودة” و “حق العودة” حبراً على ورق سيبلله حزب الله ويدفع به إلى النسيان، وما من حلول.
ـ الحل السياسي بات شبه مستحيل، فحماس لن تسمح بأي مسار سياسي للمخيمات وقد اتكأت على مجموع من العناصر الإرهابية المختبئة في عين الحلوة وقد بات المخيم الملجأ الآمن لعناصر هذه التنظيمات ومن بينهم أولئك الذين ارتكبوا جريمة قتل القضاة الأربعة في صيدا، وكل الوقائع لا تبشر بأي إمكانية للتفاهم ما بين حماس والسلطة الفلسطينية وبالتالي “فتح”، فهذا إسماعيل هنية يعرف الطريق جيداً إلى فوضى المخيمات وكانت تجرته في غزة “بروفا” بالغة النجاح ولابد سيعيدها في لبنان.
ـ الحل العسكري بالمقابل بات شبه مستحيل، فإذا ما اشتبكت قوات فتح بالفصائل الإسلامية، وبغض النظر عن الفائز في لعبة السلاح، فستكون النتائج “مزيداً من النزوح”، أما إذا ما دخل الجيش اللبناني المعركة لاجتثاث التنظيمات الإرهابية فلهذا معنى واحد وهو استعادة وقائع مخيم نهر البارد، ولابد سيرتب على الجيش اللبناني ضحايا قد تتجاوز أعدادهم العشرات أو ربما المئات، مع ما يستتبع هذا من تحميل الجيش لنتائج السياسة في حال لبناني، لم يتبق من وحدته ورمز دولته سوى الجيش، والحمل لابد وسيكون بالغ الشدّة والتكلفة.
وما المتبقي؟
ولا إشارة في الأفق تبشّر بتوقف حرب المخيمات فإذا كانت الهدنة اليوم، فما الهدنة سوى تأجيل الاشتباك، وهو التأجيل الذي لن يرتضيه حزب الله بل لابد ويدفع به انتصاراً لحليفه حماس وقد فوّضها بالحلول محل السلطة الفلسطينية ومن ثم إخراج إدارة “فتح” من المخيمات وتسليمها لحماس، ما يعني توطيد “تورا بورا” على نافذة الجنوب ما ينعكس على لبنان بدءاً بالزي المدرسي وصولاً لدم الأبناء.
لعبة يُشتغل عليها بالتكافل والتضامن تبدأ من “أنقرة” وتعبر الشام إلى لبنان، ومن بعدها يتعهد حزب الله باستكمال الحكاية التي تعني:
ـ تهجير الفلسطينيين من المخيمات، وتحديداً من مخيم “عين الحلوة” الموصوف بعاصمة الشتات الفلسطيني، لتسقط هذه العاصمة ويسقط معها لبنان، وبالنتيجة :
ـ ليسقط حق العودة.
و:
ـ يصفّق الإسرائيليون.
هل من هدف لإسرائيل يساوي إسقاط “حق العودة”؟
حتماً لا.
حزب الله سيشتغل على إسقاطه.
تلك هي فلسطين، وذاك هو حزب الله.