و رفع المتظاهرون حينها شعارات تطالب القوات الأجنبية بالرحيل تنفيذا لقرارات مجلس النواب العراقي، وأغلقت القوى الأمنية حينها جسري الجادرية والطابقين في العاصمة بغداد تحت ذريعة تأمين سلامة المتظاهرين.
وفي خطوة مفاجئة دعا التيار الصدري في العراق، اليوم الأحد، إلى وقفة احتجاجية ضد السفارة الأمريكية ببغداد مساء اليوم، حيث أفاد مكتب الزعيم العراقي مقتدى الصدر بأن الصدر ألغي المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة في العراق لتجنب فتنة داخلية.
وعاد وألغى مقتدى الصدر، الأحد، المظاهرات التي دعها إليها سابق ضد الوجود الأميركية في العراق، بحسب بيان صادر عن مكتبه، حيث قال البيان: “أتفهم عواطفكم إزاء الهجمة الأميركية ضد (الصدر)… إلا أنه ينهاكم عن التظاهر حتى لا ننجر إلى فتنة داخلية!”.
وأضاف البيان: “لن نسمح للفاسدين بركوب موجها، لا سيما من سارعوا إلى تصؤيحات لصالح الثورة ما أن ظنوا أننا ابتعدنا عنها”.
ويبدو تراجع الصدر عن التظاهرات، تخوفا من الاتهامات الشعبية التي طالت شخصه ووصفته بالخيانة بعد انسحاب أنصاره من ساحات الاعتصام التي أعقبها تدخل أمني وقمع للمحتجين والمتظاهرين مما رفع الأصوات التي تتهم الصدر بالعمالة لإيران.
ويوم الجمعة الماضي وجه الصدر تغريدة على تويتر، عاتب فيها متظاهري ساحة التحرير الذين شككوا به، معتبرا أنه كان سندا لهم، وقال إنه بعد الآن لن يتدخل في أمورهم لا بالسلب ولا بالإيجاب.
وانسحب انصار الصدر بعد التغريدة، لتبدأ مباشرة عمليات فض الاعتصام.. مما دفع الكثيرين للربط والتساؤل حول حساسية التوقيت.
وتعددت تغريدات النشطاء العراقيين الذين اتهموا الصدر يريد الظهور بمظهر حامي الاعتصامات وكشخصية قيادية تحمي العراقيين في رسائل سياسية بحتة.. في حين رأى آخرون في الانسحاب وعملية فض الاعتصام اختبارا للمواقف الدولية من قبل الحكومة التي ستتجه للعنف إذا وجدت سكوتاً دوليّا.
وتتهم الشخصيات المنسقة للتظاهرات الصدر بالعمالة والموالة لفصائل تتبع إيران، مما تسبب بخلاف بين الجانبين انسحب على أثره التيار الصدري من الاعتصامات وجرى فض التظاهرات بالقوة.
من جهته، أوضح القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، أن انسحاب أنصار التيار من ساحات التظاهر دلالة على عدم “دعم مقتدى الصدر للمظاهرات بسبب عتبه على بعض المتظاهرين حتى يراعوا مصير العراق”.
وقال القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، في تصريح صحفي: إن”الكثير من سرايا السلام وأتباع التيار الصدري وأصحاب الدعم اللوجستي وخيم تقديم المؤونة والغذاء عندما يرون الصدرغير داعم للتظاهرات، فحتماً سيبدؤون بالإنسحاب من ساحات التظاهر”،
وعقب منبهًا إلى أن “تغريدة الصدر الأخيرة فيها عتب على بعض المتظاهرين في ساحة التحرير والساحات الأخرى في المحافظات”.