كشف ناشطون إيرانيون، عن تلقيهم تهديدات، بأن الأمن الإيراني سيقمع بكل قوة أي تظاهرات ستشهدها البلاد، خلال الفترة الحالية، لا سيما في محيط الجامعات وتحديداً في العاصمة طهران، لافتين إلى أن قوات الأمن الداخلي، المعروفة بـ “باسيج”، فرضت ما يشبه الحصار على كافة جامعات العاصمة.
وأشار الناشطون إلى أنه تم رصد انتشار كثيف للقوات الأمنية في مناطق متفرقة من طهران، الأمر الذي أجبر الطلاب الإيرانيين على إلغاء مظاهرات كان من المقرر أن يخرجوا فيها، تنديداً بحادثة الطائرة الأوكرانية المنكوبة، والتي قتل فيها قرابة 180 راكباً، معظمهم من الإيرانيين، والتي تبين فيما بعد ووفقاً لاعترافات الحكومة الإيرانية، بأنها انفجرت بصاروخ أطلقته وحدات عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني.
كما أوضح الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان من المقرر أن تشهد جامعتي عمير وطهران، تجمعات معارضة للحكومة، إلا أن الانتشار الأمني وتجمعات الطلاب المتشددين، الموالين للنظام في باحات الجامعة أدى إلى إلغاء الاعتصام.
إلى جانب ذلك، أكد الناشطون أن تجمعات الطلاب المتشددين الموالين للنظام، ضمت أيضاً عناصر أمنية متنكرة انتشرت بين صفوف الطلاب، مؤكدين أن تلك التجمعات لم تتعرض لأي مضايقات أو عوائق لتنفيذ فعالياتها، على عكس التيار المعارض.
وكانت الساحة الإيرانية، قد شهدت خلال الأشهر الماضية، سلسلة احتجاجات كبيرة، في شتى المدن والمحافظات، فجرها قرار الحكومة الإيرانية بزيادة أسعار الوقود، في شهر تشرين الثاني الماضي، والتي سرعان ما واجهتها القوات الامنية بعنف مفرط، أدى إلى مقتل وإصابة واعتقال مئات المتظاهرين، لا سيما في إقليم الأحواز، ذو الغالبية العربية.
كما تلا ذلك، سلسلة مظاهرات نددت بالوضع الاقتصادي للبلاد، وسوء الأوضاع المعيشية، بسبب العقوبات الفروضة على إيران، جراء سياسات النظام، إلى جانب إنفاقه أموالاً طائلة على أذرعه الميليشيوية في المنطقة العربية، في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من 60 في المئة من الشعب الإيراني من الفقر، لتتصاعد حدة التوتر بعد حادثة الطائرة الأوكرانية المنكوبة.