زار رئيس الوزراء العراقي المستقيل “عادل عبد المهدي” إقليم كردستان العراق والتقى رئيس الإقليم السابق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني “مسعود بارزاني” واستقبله رئيس الإقليم الحالي “نيجيرفان بارزاني” في زيارة هي الأولى لعبد المهدي منذ تسلمه منصبه رئيسا لوزراء العراق العام الماضي.
وتأتي زيارة عبد المهدي في ظل أجواء متوترة في العراق الذي تحول لساحة تصفية حسابات بين واشنطن وطهران مؤخرا بعد عمليتي اغتيال سليماني وقصف القواعد العراقية.
وتعتبر عمليات الشد والجذب حول إخراج القوات الأمريكية المفصل الرئيس في مقاربة بغداد للوضع الكردستاني في الشمال.
ومع رفض أمريكيا مطالب بعض الأصوات العراقية المحسوبة على طهران (قادة الميليشيات والمجموعات البرلمانية الموالية) بخروج القوات الأمريكية، تهدد واشنطن بعقوبات مالية شديدة تصل إلى أموال العراق المودعة في المصارف الأمريكية.
وناقش عبد المهدي مع بارازني مختلف القضايا المتعلقة بالحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، وحق التظاهر السلمي وتداعيات الأزمة الحالية في المنطقة، ومسألة وجود القوات الأجنبية في العراق، وفقاً لبيان مكتب “عبد المهدي”.
وتسيطر تداعيات أزمة القوات الأجنبية على مجريات زيارة عبد المهدي إلى إقليم كردستان “المتحالف والمحسوب على أمريكا” حيث جاء في بيان الزيارة أن الحكومة برئاسة عبد المهدي: قررت منذ البداية إقامة علاقات متوازنة، وعدم الدخول في سياسة المحاور والعقوبات، وأقامت علاقات تعاون جيدة مع جميع دول الجوار، ولا تريد عداء مع أحد، بما في ذلك الولايات المتحدة، وحفظ مصالح وسيادة بلدنا، وعدم التدخل بشؤونه الداخلية”.
هذا وقال مصدر حكومي عراقي لصحيفة الشرق الأوسط، أن الوفد الحكومي من بغداد تفاجئ بموقف الاقليم الذي بدا متطابقاً مع وجهة نظر الحكومة في كثير من المسائل المهمة، أو متفهم لها، حتى مع وجود ملاحظات.
واضاف المصدر، موضحاً أهداف الزيارة، أنه بعد الأحداث الداخلية والإقليمية، كان من الضروري مشاورة القيادات الكردية في الملفات الحساسة المشتركة، ومن بينها الأمن والوضع الداخلي، والأزمة الإقليمية وتظاعياتها، قرار الانسحاب الأمريكي الذي اتخذه برلمان العراق.
بيان حكومة الإقليم من جهته، اعتبر الزيارة مناسبة في وقت مناسب ليتم البت في جميع القضايا الخلافية، وحذر رئيس حكومة الإقليم من تنظيم داعش الذي لا يزال بشكل تهديداً جدياً على العراق مما يستوجب زيادة التنسيق بين الطرفين، بمساعدة التحالف الدولي لمواجهة هذا التهديد.
وفي مسألة إخراج القوات الأمريكية، أوضح الناطق باسم الحكومة الكردية في الاقليم، أن قرار البرلمان اتخذ تحت وطأة العواطف والتسرع، وثبت ذلك بوضوح.
وأشار أن رؤية إقليم كردستان تقوم على أساس أن قرارات من هذا النوع، تحتاج وقتاً، فضلا عن أننا نرى أن التحالف الدولي لا يزال يمثل حاجة لدينا لأن خطر داعش لا يزال قائما.