توترت العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والكيان الإسرائيلي مؤخراً، وبلغت درجة وصلت لحد تهديد الكيان الإسرائيلي وجود المملكة الهاشمية.
فقد أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية اليوم الإثنين، حكماً بالسجن أربعة أشهر على إسرائيلي تسلل إلى الأردن بطريقة غير مشروعة وبحيازته مخدرات.
وأفادت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” أن المحكمة فرضت أيضاً على المتسلل الإسرائيلي “كونستانتين كوتوف” والمودع بالسجن الأردني منذ شهر تشرين الأول الماضي، غرامة ألف دينار ما يعادل 1400 دولار.
كما أوضحت وكالة الأنباء الأردنية المحكمة أصدرت حكماً على “كوتوف” بالسجن لعام كامل، إلا أنها عادت وذكرت أنه تم تخفيف الحكم لأربعة أشهر فقط، وضبط كوتوف متسللاً إلى الأردن عبر الحدود الشمالية مع إسرائيل، وأثناء المحاكمة أقرّ بأنه اجتاز الحدود بصورة غير قانونية، إلا أنه نفى حيازته لمواد مخدرة، وهذا ما أكده القضاء الأردني، إذ قال التقرير القضائي إن الإسرائيلي ضبط من قبل حرس الحدود وبحوزته سيجارة من الماريجوانا عندما تم توقيفه.
وتأزمت العلاقات بسبب اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات لم تحمل احتراماً للأردن وحكومته وقيادته، كما حدث في حادثة اعتقال المواطنين الأردنيين إدارياً، وما رافق ذلك من حملة احتجاج شعبية عارمة في الأردن تطالب بالإفراج عن الأسرى الأردنيين ومعاقبة إسرائيل على ذلك لدرجة قطع العلاقات بين البلدين.
وفي خطاب ألقاه الملك الأردني “عبد الله الثاني” في نيويورك نهاية العام الماضي، بيّن بشكل صريح تأزم العلاقات بين البلدين، حيث قال في كلمته إن العلاقات الأردنية- الإسرائيلية وصلت إلى الحضيض في الأعوام الأخيرة وتحديداً في العامين المنصرمين، واعتبر أن السبب في ذلك يعود إلى الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، وأعرب عن أمله في أن تتشكل حكومة في إسرائيل تضع مسألة السلام في رأس أولوياتها.
كما تحدث عن تأزم العلاقات بين البلدين أيضاً في معهد واشنطن لدراسة الشرق الأوسط، موضحاً أن “المشاكل مع إسرائيل هي التبادلية”، وأضاف أنه في العامين المنصرمين لم تستطع الدولتان حل “قضايا بسيطة” بينهما، معربا عن أمله في إقامة حكومة في إسرائيل” وأن نستطيع مناقشة المشاكل التي لم ننجح في نقاشها في العامين المنصرمين”، وأضاف الملك أنه يدرك أن هناك مشاكل سياسية في إسرائيل، موضحا “أن ذلك لا يُمكن أن يكون على حساب ما قاتل من أجله والدي ورئيس الحكومة الإسرائيلية المرحوم إسحاق رابين وسعيا إلى تحقيقه”. مؤكدا في موضع آخر في خطابه أن “حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وغير ذلك من البدائل سيكون سيئا للجميع”.