توتر جديد بين الجزائر والمغرب وهذه المرة بسبب سوريا

مرصد مينا

تجدد التوتر بين الجزائر والمغرب، بعد أن نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الخميس، بياناً يتهم الرباط بنشر “أكاذيب وافتراءات” بشأن وجود جنود جزائريين ومقاتلين من جبهة البوليساريو في سوريا.

ووفقاً لما ورد في البيان، ربطت هذه المزاعم بمطالبة وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بإطلاق سراح 500 جندي جزائري ومقاتل من جبهة البوليساريو كان قد تم أسرهم من قبل القوات السورية قبل سقوط نظام بشار الأسد بنحو أسبوع في محيط مدينة حلب شمال سوريا.

إشاعات واتهامات غير مؤكدة

المزاعم التي نشرها الإعلام المغربي نقلت أن وزير الخارجية الجزائري طلب من الرئيس السوري أحمد الشرع الإفراج عن الجنود الجزائريين الذين شاركوا إلى جانب القوات السورية.

إلا أن وكالة الأنباء الجزائرية نفت تلك الإدعاءات معتبرة إياها “افتراءات”، مشيرة إلى أن هذه الأخبار ليست سوى “اختلاقات تهدف إلى تشويه صورة الجزائر”. ولم يصدر أي رد رسمي من الحكومة المغربية على هذه الاتهامات.

وكان وزير الخارجية الجزائري قام بزيارة إلى دمشق في السابع من فبراير الجاري، حيث استقبل من قبل نظيره السوري أسعد الشيباني قبل أن يلتقي بالشرع.

وكشفت وكالة الأنباء الجزائرية أن عطاف سلم الشرع رسالة تهنئة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وأكد على استعداد الجزائر لدعم المساعي السورية لتحقيق الاستقرار.

لكن لم يتم ذكر أي تفاصيل حول وجود قوات جزائرية في سوريا أبان حكم نظام بشار الأسد المخلوع أو أي دعم عسكري آخر.

المغرب متهم بـ”الترويج للأخبار المغلوطة

المحلل السياسي فاتح بن حمو اعتبر أن الجزائر اتهمت المغرب بتدبير “حملة إعلامية مغرضة” تهدف إلى تشويه سمعة الجزائر من خلال نشر أخبار مغلوطة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستنداً إلى تقارير مغربية.

بن حمو شدد على أن الأخبار التي تم تداولها عمداُ حول وجود 500 جندي جزائري في سوريا هي مجرد “افتراءات” وليست قائمة على حقائق ملموسة.

الجزائر تحاول “صرف الأنظار”

على الطرف الآخر، يرى أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات أن الاتهامات الجزائرية ضد المغرب هي “جزء من محاولة لصرف الأنظار عن الانقسامات الداخلية والتركيز على العداء مع الجار الغربي، مع التأكيد على أن الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تمثل الموقف الرسمي للمغرب”

ورغم هذه الأنباء والاتهامات المتبادل لكن لم يخرج أي تصريح رسمي سوري ينفي أو يؤكد تلك الأنباء.

علماً أن الخبر تم تداوله أولاً عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب الأسبوع الماصي، قبل أن ينتقل إلى المنصات السورية.

وبعد بضعة أيام، نُشر على موقع راديو مونت كارلو الفرنسية، التي نسبت المعلومات الواردة فيه إلى مراسلها في دمشق.

إلا أن ناشطين سوريين أكدوا أن مراسلها في دمشق، عدي منصور، هو من أنصار النظام السابق، وكان يدير محطة “شام أف أم”، التي “روجت على مدار 14 عاماً لأخبار مضللة ضد الثورة السورية”، بحسب الناشطين.

جدير بالذكر أن العلاقة بين الجزائر والمغرب تشهد منذ سنوات توتراً متزايداً ووصلت ووصلت ذورتها في أغسطس 2021 بعد قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط بسبب ما وصفته بـ “الأعمال العدائية”، بما في ذلك قضية الصحراء الغربية، والتطبيع المغربي مع إسرائيل.

Exit mobile version