توحيد الفصائل.. ماذا عن سلاحي “الدروز” وسلاح “قسد”

زاوية مينا

الاشتغال على توحيد الفصائل في سوريا اليوم باتجاه تكوين جيش وطني، يعني في ما يعنيه استعادة الدولة، فمن مزايا الدولة “احتكار القوة”، وهذه قاعدة سارت عليها البشرية منذ أول دولة في التاريخ.

وقائع انتاج الفصائل المسلحة في سوريا، كانت نتيجة للصراع المفتوح مع سلطة آل الأسد، تلك التي فكّكّت الجيش قبل سواها، وأحالته إلى ميليشيات، بما جعل الجيش بتركيبته الوطنية مجرد دروع بشرية ابان المعارك، وخدم منازل في أوقات السلم، ومن بعدها استجلاب الميليشيات الإيرانية واللبنانية، بل أبعد من ذلك من زينبيون وإيغور وفاغنر، حتى لم يعد للبلاد جيشاً، ويقابله مجموعات من فصائل المعارضة المسلحة التي لا تعني جيشاً أيضاً.

الاشتغال اليوم على تكوين جيش من مجموع الفصائل مع انضمام جنود وضباط من الجيش الحكومي السابق ممن لم تتلطخ أيديهم بالدم يحمل ضرورتين، أولهما الاستثمار في كفاءة هؤلاء، وثانيهما عدم تحميلهم آثام النظام السابق.

هذه الخطوة على جديتها (بل وضرورتها)، مازالت تتعرض لعائقين اثنين:
ـ اوّلهما “قسد”.
وثانيهما الفصائل الدرزية المسلحة.

ما يتعلق بقسد، فما يعنيه تسليم سلاحها، هو وضعها بمواجهة مخاطرة كبيرة، والمخاطرة تتمثل في النوايا التركية (ولم تعد نوايا بفعل الإعلان عنها)، وهي احتمالات الاجتياح التركي للمناطق الكردية، وهذا قد يعرّضهم للإبادة وإن لم تكن الإبادة فقصقصة قوّتهم بما ينسحب على حقوقهم المدنية، وهذه مخاوفهم التي لايلامون عليها.

أما ما يتعلق بالفصائل المسلّحة الدرزية، فقد عبر أحد قياديها بالقول “سلاحنا وقمحنا في مخازننا ولن نسلمهما”، وهذا الكلام ربما سيكون بدافع القلق من تحوّل سلطة الدولة الوليدة، إلى سلطة إسلاموية متشددة تصادر حقوق الأقليات المذهبية / الدينية، وتُعمِل السيف في رقابهم، وربما سيكون تجاوز مثل هذه المخاوف أمراً مبكّراً، على الرغم من التطمينات التي سُمعت وعلى لسان أحمد الشرع، وهو الرجل الذي عُرف بتبدّل مواقفه بدءاً من مبايعة القاعدة وصولاً للاحتراب مع فصائل إسلامية متشددة، مما يدفع للاعتقاد أن مجمل تطميناته لاتتجاوز التكتيكات المرحلية التي ستنتهي بالعودة إلى أصوله العقائدية، وهي أصول لابد تستدعي التخوف والريبة.

والسؤال الآن:
ـ ماذا لو امتد العناد بـ “قسد” و “بالفصائل الدرزية” وامتنعا عن تسليم سلاحهما؟
هل سينتزع هذا السلاح بالقوّة؟
إذا ما حدث ذلك فلابد ستكون تداعياته خطيرة وعنوانها:
ـ الاحتراب الأهلي.

وسوى ذلك؟
سوى ذلك لن تكون الدولة دولة بسلاحين.
تلك عقدة ستواجه الدولة الوليدة، قبل أن تراكم ممارسة تستدعي محاربتها أو الاندماج فيها

Exit mobile version