لأول مرة في العالم العربي سيشهد الناخب العربي مناقشات حول الجداول الانتخابية، والأمور الهامة في البلاد بين المترشحين لمنصب رئاسة الجمهورية.
حيث تنظم تونس ابتداءً من اليوم السبت، وعلى مدى ثلاث ليالٍ نقاشاً كبيراً بين المرشّحين الـ26، وهي مبادرة ديموقراطيّة غير مسبوقة في العالم العربي.
وتمّ توزيع المرشّحين الستّة والعشرين على ثلاث أمسيات، 9 السبت و9 الأحد و8 الاثنين، على أن تستمر الأمسية الواحدة ساعتين ونصف، والمناظرات التي اختير لها عنوان “الطريق إلى قرطاج-تونس تختار” ستُبثّ على 11 قناة تلفزيونيّة بينها قناتان عامّتان، وعبر أثير نحو عشرين إذاعة.
وسيكون بين المرشّحين المشاركين في المناظرة مساء السبت، المرشح الإخواني عبد الفتاح مورو والرئيس السابق المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء السابق المهدي جمعة، إضافة إلى عبير موسى التي ترفع لواء مناهضة “الإخوان”.
كما أن كرسي المرشح رجل الأعمال “نبيل القروي” فارغ بسبب وجوده في السجن بتهم تتعلق بتبيض الأموال، ومن غير المعروف إذا ما كان سيشارك في المناظرة من سجنه أم لا.
ودعت أن تونس إلى انتخابات رئاسية مبكرة بعد وفاة الرئيس “الباجي قايد السبسي”، الذي يعتبر أول رئيس منتخب ديموقراطياً بالاقتراع العام في تاريخ تونس الحديث.
وانطلقت في 2 أيلول الحالي، الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية المبكرة داخل البلاد بعد أن انطلقت قبل ذلك في الخارج، وسيكون الصمت الانتخابي يوم 14، على أن تفتح صناديق الاقتراع في 15 من الشهر نفسه.
ولتوفير ظروف النجاح لهذه السابقة العربية والأفريقية، كان لزاما على التلفزة العمومية أن تناقش المقترح مع الهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي البصري “هايكا” والهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، إضافة إلى منظّمة “مبادرة مناظرة” التي أبدت استعدادها للعمل مع مختلف هذه الهياكل لإنجاح الانتخابات.
يذكر أن القرار المشترك للهيئتين صدر يوم 21 آب، وتضمّن المساواة بين المترشّحين عبر إخضاع جميع إجراءات التناظر إلى القرعة بحضور عدول تنفيذ وتوزيع المجموعات المتناظرة، واعتماد امتياز واحد في اختيار تاريخ المناظرة لثلاثة مرشحين شرط التوفر على أكبر تمثيل برلماني في كل مجموعة على الأقل.
وأثار هذا الامتياز -الذي منح لثلاثة مرشّحين -عبد الفتاح مورو ويوسف الشاهد ومحسن مرزوق- استياء وغضب المرشّح سيف الدين مخلوف الذي رفض مواصلة القرعة، معتبرا أنه جنّب الثلاثي إمكانية المواجهة في نفس المجموعة، مطالبا الهايكا والهيئة العليا المستقلّة للانتخابات بتفسير مقنع لهذا الإجراء.
بدورها اعتبرت مرشّحة الحزب الدستوري الحر”عبير موسي” هذا الإجراء إخلالا بالقانون وضربا صارخا لمبدأ المساواة، مهددة باللجوء إلى القضاء في صورة عدم تجاوب الهايكا وهيئة الانتخابات مع الطعن الذي تقدّمت به، مضيفة أنّه امتياز يشرّع لمنح امتيازات أخرى.
ويقول عضو هيئة الانتخابات “عادل البرينسي” بخصوص هذا الجدل إن اعتماد قاعدة إسناد امتياز لأصحاب أكبر تمثيل برلماني يقوم بالأساس على مبدأ جعل توازن بين المجموعات، وإنه لم يكن من الصواب إمكانية وجود مرشحين بارزين يتمتعون بحضور في المشهد السياسي في يوم واحد.
تخوّفات أخرى تتمثل في مبدأ الرّبط بين المهارات الاتصالية والبلاغية للمترشّح والتي ترتكز عليها المناظرات، وبين القدرة على الفعل السياسي وتغيير الواقع الصعب للبلاد، خاصّة أن برنامج “الطريق إلى قرطاج” سيبث بصفة مباشرة لمدّة ساعتين ونصف الساعة، الأمر الذي يتطلّب حضورا ذهنيا كبيرا للمترشّح.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي