تركيا/ أمريكا (مرصد مينا) – أعلنت شركة «تويتر»، تعطيل آلاف الحسابات المزيفة التركية التي تستهدف الترويج للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، واستهداف معارضيه، متهمة إياها بارتكاب انتهاكات لسياساتها.
جاء الإعلان عن إغلاق هذا الكم الكبير من الحسابات، عبر بيان أصدرته الشركة، اليوم الجمعة، موضحة أن ما «مجموعه 32 ألفا و 242 حساباً تم حذفها بسبب انتهاكات لسياسات التلاعب بالمنصة من بينها 7.340 حساباً لتركيا وحدها.
وقالت الشركة في بيانها: إن حكومة حزب «العدالة والتنمية» التابعة لأردوغان «استخدمت نشاطاً افتراضيّاً منسقاً في إطار حملة الدعاية المركزة يستهدف الرأي العام المحلي داخل تركيا».
وكشفت الشركة استناداً لتحاليل المؤشرات الفنية وسلوكيات الحسابات، من أنه تم «استغلال تلك الحسابات للدعاية لمصلحة أردوغان، وتحسين صورته لدى الجماهير والشعب التركي، إضافة إلى الدعاية لسياسات حزب (العدالة والتنمية) الحاكم، الذي يترأسه».
وفي تعليقها على مجموعة من تحليل البيانات الفنية التي تمت دراستها، أشارت «تويتر» إلى ارتباط تلك الحسابات بـ«جناح الشباب» في حزب أردوغان، وأيضاً إلى «وجود شبكة مركزية تدير عدداً كبيراً من الحسابات المخترقة».
ولفتت خلال ذلك إلى أنها «رصدت شبكة من الحسابات المخترقة المرتبطة بمنظمات تنتقد أردوغان وأداء الحكومة التركية، حيث كانت أهدافًا متكررة لعمليات قرصنة من جانب الجهات الحكومية التركية»، في إشارة منع هؤلاء من كشف حقيقة أردوغان وانتهاكات حكومته.
وتشهد شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والحزب الحاكم تراجعاً كبيراً جراء أزمة تفشي فيروس كورونا، وتداعياتها على البلاد، وكذلك استمرار تدهور الاقتصاد التركي، والتدخل العسكري التركي في أكثر من دولة.
وربط معظم المحللين للشؤون التركية، ما كشفته شركة «تويتر» بالانتخابات المقبلة، مشيرين إلى أن ما «يدفع الحكومة التركية على استخدام حملات مزيفة، ما هي إلا محاولة لدغدغة مشاعر الرأي العام خشية خسارة متوقعة لأردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة، عقب استمرار القيادات والنواب تركه».
وكان حزب «العدالة والتنمية» قد منيَّ بفشل ذريع بعد خسارته لأهم بلديتين، وهما أنقرة وإسطنبول في الانتخابات المحلية لسنة 2019. على الرغم من إعادة الانتخابات التي لم يفلح أردوغان بميل الكفة لمصلحته، كما يمكن ربط هذا التراجع بتداعيات السياسات الداخلية عبر التراجع الاقتصادي، والخارجية من خلال توريط تركيا في معارك وصراعات إقليمية وعلى وجه الخصوص في ليبيا وسوريا واليمن.
تجدر الإشارة إلى أن «تويتر» ختم بيانه بالتأكيد إلى أنه يتابع الحسابات التركية المزيفة، منذ بداية 2020، وقد شارك البيانات المرتبطة بها مع مؤسستين رائدتين في ميدان الأبحاث وهما، معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، ومرصد ستانفورد للإنترنت.