هل توقعت يوماً ما أن في القارة السمراء ثلجاً؟ لكن ماذا لو أخبرناك بأنه فعلاً يوجد جبل ثلجي في إفريقيا الحارة، التي يموت الناس فيها عطشاً، فهل تصدق؟.
نعم في جنوب إفريقيا مقاطعة ” كاليمنجارو” في شرق شمال تنزانيا يقع “جبل كاليمنجارو” الذي يغطي قممه الثلج، أطلق عليه السكان المحليون اسم “شيطان البرد” وهو أعلى قمة في إفريقيا، وأقرب جبل يكسوه الثلج من خط الإستواء.
يرتفع جبل كاليمنجارو أو “سقف إفريقيا” كما يسمى أيضاً نحو 5895 متراً عن سطح البحر، ويتألف من ثلاث مخاريط بركانية أحدها نشط ويدعى “كيبو”.
ويصنف الجبل ضمن أعلى سبع قمم في العالم، اكتشفه العالم الأوربي “يوهانس ريبمان” عندما كانت إفريقيا ترزح تحت الاحتلال الأوربي بشكل صريح.
و”كاليمنجارو” هي كلمة من أصل تنزاني وتعني الجبل الأبيض، وذلك لأن الجبل مغطى بقبة من الثلج الدائم، ولكن يعتقد أن هذا الغطاء الذي تشكل قبل 11,000 سنة تقريباً مهددٌ بالتلاشي بحلول النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وقد تم انشاء حديقة “كاليمنجارو” الوطنية لحماية الجبل وهي تضم غابات تعتبر موطناً للأفيال، والجواميس، والضباء، والقرود البيضاء، والسوداء، والزرقاء، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الطيور والأزهار النادرة، كما يُعتبر موطناً لنبته اللوبياء العملاقة، والفاصولياء، والذرة، والقطن، والبطاطا، وعدداً من الأزهار النادرة، وتوجد على المنحدرات الجنوبية المنخفضة للجبل محاصيل عدة، منها القهوة، وأشجار الموز، وتعتبر السياحة من أجل تسلق الجبل والوصول لقمته من مصادر الدخل للمنطقة والتي من دورها أن تزيد من تقدمها الاقتصادي.
ويصعد آلاف السواح سنوياً إلى أعلى قمة في الجبل، وأغرب هذه التسلقات هو لرجل سبعيني تمكن من تسلق الجبل بعد عشرات السنوات من الانتظار.
فقد قرر عبد الله القويز من تسلق الجبل عندما بلغ من العمر 77 عام، حيث أنه كان يحلم بالوصول إلى قمة “كاليمنجارو” منذ كان في العشرين من عمره لكن خطته أجلت عشرات السنوات قبل أن يستطيع تحقيقها، فأنت تستطيع تحقيق حلمك في أي عمر كنت ما دمت تملك الصحة والإرادة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي