مرصد مينا – فرنسا
اعتقلت الشرطة الفرنسية رجلا حاول في شهر تموز\ يوليو الماضي، إطلاق النار على سيدة فرنسية تعمل في حقل العلاج النفساني بضاحية قرب باريس، وحين فتشوا منزله عثروا على رصاصات تطابق وجدوها في مسرح “جريمة الألب” الجماعية المحيّرة، والتي راح ضحيتها، أفراد عائلة عراقية، كانوا يقضون عطلة لعشرة أيام في مخيم تابع لمنتجع سياحي في القسم الفرنسي من جبال الألب، قبل 8 أعوام.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن الرصاصات التي عثرت عليها الشرطة في منزل المتهم، هي من مسدس نصف أوتوماتيكي، كالذي استخدمه قاتل العائلة الراقية في منتجع الألب، لذلك أشارت السلطات الفرنسية بأصابع الشبهة إليه، من دون أن يكشفوا عن اسمه الكامل، بل Daniel B فقط.
وتعتقد الشرطة الفرنسية أن الرجل، هو من قام في أيلول\ سبتمبر 2012، بقتل مهندس الطيران العراقي المقيم في بريطانيا “سعد الحلي”، إضافة لزوجته طبيبة الأسنان “إقبال العلاف”، ووالدتها “سهيلة العلاف”، بعد قتله في المكان نفسه فرنسيا اسمه “Sylvain Mollier”.
الحظ في ما حدث، حالف طفلتي المهندس القتيل وزوجته، وهما “زينب” التي كانت بعمر 7 سنوات، و”زينة” الأصغر سنا منها بثلاثة أعوام، فقد بقيتا على قيد الحياة بعد أن أفرغ القاتل بضحاياه كل رصاصات المسدس الذي كان بحوزته، وهو طراز “Luger P06” ألماني الصنع، ومعظمها أطلقها عن قرب في الرأس وفي الصدر، باستثناء الفرنسي الذي كان يقود دراجة نارية، وأرداه من مسافة أبعد إلى حد ما.
أما صغرى العائلة، “زينة”، فلم ينتبه إلى اختبائها تحت تنورة والدتها في المقعد الخلفي من سيارة كان زوجها يقودها في نزهة لأفراد عائلته بالمنطقة، فيما وجد الأب المقيم مع عائلته منذ 11 سنة في بريطانيا الحاصل على جنسيتها، والبالغ عمره 50 عاما، قتيلا عند مقود السيارة التي عثروا على زوجته الأصغر سنا منه بثلاث سنوات، قتيلة في مقعدها الخلفي، وبجانبها والدتها قتيلة أيضا، وهي مولودة منذ 74 عاما بالعراق، وكانت تقيم في السويد الحاصلة على جنسيتها، لذلك وجدوا في حقيبة يدها جوازي سفر، سويدي وآخرعراقي.
وفقا لسيناريو توصلت إليه التحقيقات، فقد حدثت الجريمة في وقت كان القاتل يطلق 7 رصاصات على الفرنسي “مولييه”، المقيم بقرية مجاورة، فأرداه عن الدراجة قتيلا على الطريق، وأثناء ذلك مر المهندس العراقي بسيارته في المكان نفسه من الطريق الجبلي، وعاين هو وأفراد عائلته ما حدث، لذلك أسرع واستدار بالسيارة ليعود أدراجه إلى المخيم السياحي، إلا أن القاتل اعترضه وطلب منه التوقف، بعد أن شهر مسدسه نحوه، ولما امتثل اقترب القاتل من نافذة سيارته وعاجله برصاصتين في الجبين أحدثتا ثقبا في الزجاج، وتلاهما بثالثة.
ولأن الأب مال ميتا للحال من الرصاصتين، لذلك لم تصبه الثالثة، بل مرت مسحا على كتف ابنته الكبرى زينب، وكانت بجانبه على المقعد الأمامي، ففتحت الباب وغادرت السيارة مذعورة وهربت كيفما كان، وفي تلك اللحظة أطلق الرجل رصاصتين بجبين الزوجة مع ثالثة في صدرها، وعلى جبين والدتها أطلق رصاصتين في الجبين أيضا، وثالثة في الصدر عند مركز القلب، وهو ما يؤكد بأنه مطلق للنار محترف، وبعدها لحق بـ”زينب” الهاربة وأطلق عليها الرصاص، لكنه اكتشف أن مسدسه خال من أي طلقة، لذلك أمعن في ضربها لقتلها سريعا إلى أن رآها ارتمت غائبة عن الوعي تماما، فظنها لفظت أنفاسها، وعندها فر بسيارته من المكان.
وبالعودة الى المتهم “Daniel B” الذي اعتقلته الشرطة الفرنسية وعثرت في منزله على رصاص شبيه بالذي قتل أفراد العائلة العراقية، تشي المعلومات بحسب صحيفة Le Parisien المحلية التي ذكرت أن الفرنسي “Sylvain Mollier ” القتيل بسبع رصاصات، يعمل في “مجموعة Areva للطاقة النووية” بفرنسا، وكان هو المستهدف بالاغتيال على ما يبدو، لذلك قتله مرتكب الجريمة الرباعية لسبب ما، ثم انقلب على الأسرة ليتخلص من أفرادها كشهود على ما فعل.