fbpx
أخر الأخبار

جنبلاط: مؤشرات ما قبل الاستدارة

هو الأشد وضوحًا، والأكثر تقلّبًا، ويصفونه بـ “الأنتين”، بمعنى لاقط تحوّلات المستقبل، هوذا وليد جنبلاط وإن بصيغة مختزلة.

بالأمس ظهر جنبلاط في حوار مطوّل مع محطة الجديد اللبنانية، ومع إطلالته تلك، كشف جنبلاط عن:

ـ شقاق واسع مع سعد الحريري.

ـ تخوفات لاحدود لها من ذهاب لبنان إلى السلاح.

ـ علاقته الوطيدة بنبيه بري.

يأتي ذلك، في وقت ربما سيكون لبنان هو الأحوج فيه من (تخليات) وليد جنبلاط، فلبنان اليوم هو الأحوج لتوافق الحد الأدنى، دون التصعيد إلى الحد الأعلى، فسعد الحريري، وقد ذهب إلى مشاورات وزارية، ربما (وفي المعلومات)، استند إلى موقف فرنسي داعم للبنان انتشالاً للبلد من الزوال على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسي، وسعد الحريري كما الرئيس ماكرون، يقران بـ “لعنة حزب الله”، في الوقت الذي يتقبلان التعايش معه مؤقتًا ريثما تطفأ الحرائق اللبنانية، ونعني:

ـ حرائق الاقتصاد وحرائق المودعين وحرائق المجتمع الأهلي الذي قد يغادر ساحات التظاهر الى ساحات االفوضى بما فيها القتل والخطف والسرقة والدعارة وحتى السلاح.

الفرنسيون عازمون فعلاً على تحشيد المجتمع الدولي من أجل الوقوف مع لبنان، كل المؤشرات تدلل على ذلك وعناد الرئيس الفرنسي في استمرار مبادرته أكبر دليل، مع أن كل المعلومات تقول بأنه تلقى من محمد رعد ممثل حزب االله في لقاء الصنوبر، وقاحة وصلافة حزب الله، فالقصة اللبنانية وفق الفرنسيين اليوم لا تحتمل الذهاب لما هو أوسع من التوافق بحده الأعلى، بهدف الحيلولة دون ايصال لبنان ألى الكارثة في حدها الأعلى، وهذا لابد ويتطلب تدوير الزوايا، ويبدو أن الفرنسيين واثقين من قدرة الحريري على تدوير الزوايا عبر المساعدات الدولية، الفرنسية أولاً ومن ثم الخليجية، ودون ما يمنع أمريكياً.

الهجوم الذي شنه جنبلاط على الحريري واصفًا الحريري بأنه (كلف نفسه)، قد يتحول الى عائق جدي وصلب أمام قدرة الحريري على تشكيل وزارة لبنانية، وواضح من كلام جنبلاط أنه ينطلق في هجومه هذا من بعدين:

ـ بعد طائفي، وينحصر بحصة الدروز من الوزارة المأمولة.

وبعد شخصي، فالحريري لم يستشره وانما أرسل وفدًا لاستشارته و (جنبلاط لم يتسقبل الوفد).

وكلا الدافعين يجيئان في وقت أقله، يتطلب اصطفافًا لقوى 14 آذار التي تفككت وانفرط عقدها، فيما الثنائي الشيعي يزداد تماسكًا، وهي العلة التي أصابت اللبنانيين، بحيث لم يتبق سوى جسم سياسي واحد، متحالف، متماسك، هو الثنائي الشيعي مع ملحقه جماعة عون.

الحيلولة دون تشكيل الوزارة اليوم، يعني فرش الطريق لحزب الله وحركة أمل، ووحدهما يمسكان بشارعهما كما يمسكان بالسلاح، فيما الفريق المقابل قد يكون في الوضع الأكثر سوءًا، وما ترك الساحة للثنائي الشيعي سوى مرحلة قد تكون مفتوحة على تسويات تأتي في غير صالح قوى 14 آذار (لم يتبق منها سوى اسمها)، وما موقف جنبلاط الذي أعلنه سوى موقف رجل يقف على حافة النهر بانتظار أن تمر جثث أصدقائه ليستدير مجددًا كما جرت العادة.

ليس سعد الحرير روزفلت لبنان، وهذه حقيقة، ولكنه اليوم، بات الوحيد الذي يمكنه أن يعثر على قاسم مشترك لبناني، يتساكن مع حزب الله؟

ـ نعم.

ذلك أن أية معركة   مع حزب الله اليوم لن تكون سوى الانجرار الى الساحة التي يريدها حزب السلاح هذا.

الفرنسيون يعرفون الحكاية، وكذا المجموعة الخليجية، وكليهما يبحثان عن شيء في لبنان وليس عن كل شيء، وتلك هي البراغماتية السياسية.

ـ بل العقلانية السياسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى