مرصد مينا _ الجزائر
تسعى حكومة الجزائر جاهدة، لاحتواء الاحتقان والغليان الاجتماعي، الذي شهدته محافظات جنوبية، خلال الفترة الأخيرة، للمطالبة بتحسين الخدمات المعيشية والمشاريع التنموية.
رئيس الوزراء الجزائري، عبد العزيز جراد، حط الرحال برفقة وفد وزاري رفيع المستوى بمُحافظة تندوف (مُحافظة جزائرية تقع في الجنوب الغربي للبلاد، تبعدُ عن عاصمة البلاد بـ 1750 كلم، قريبة من الحدود الموريتانية والمغربية والصحراء الغربية)، للوقوف على مدى تقدم عدة مشاريع اجتماعية واقتصادية وثقافية، في أول زيارة ميدانية له بعد التعديل الحكومي المباغت الذي أجراه الرئيس عبد المجيد تبون الأربعاء الماضي، جدد فيه الثقة في جراد (أكاديمي ودبلوماسي سابق وبروفيسور في العلوم السياسية )، ليقود الجهاز التنفيذي للمرة الثانية على التوالي.
وشهدت عدة محافظات في الجنوب، في الأُسبوعين الأخيرين، احتجاجات سلمية، للمطالبة بوضع حد لتهميش مناطق الصحراء التي تُسجلُ أرقام بطالة قياسية وتدني الخدمات المعيشية، إضافة إلى النقص الفادح في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب.
وصعد سكان منطقة “تينزاوتين” الواقعة على الحدود الجنوبية للبلاد مع مالي والنيجر، منذ أسبوع واحد، من احتجاجهم، بسبب تدني الخدمات التعليمية والترفيهية والثقافية والرياضية، إضافة إلى نقص المياه الصالحة للشرب، الاحتجاجات ذاتها عرفتها محافظات أخرى على غرار محافظة ورقلة الواقعة على بعد 800 كلم جنوب الجزائر العاصمة.
الاحتجاج حمل مطالب اجتماعية وخدماتية محلية، وسبق هذا الغليان، مشكلة فواتير الكهرباء والغاز وقرار رفع أسعار الوقود الذي ورد في قانون المالية التكميلي، وقبلها بأيام شهدت مناطق أخرى احتجاجات واسعة بسبب رفض تجار استمرارهم في التوقف عن العمل بسبب الحجر الصحي، مطالبين الحكومة بضرورة إيجاد صيغة للعودة إلى النشاط.
ومرر رئيس الوزراء، عبد العزيز جراد، رسائل سياسية لسكان الجنوب، بشأن التكفل بمطالبهم ومُراقبة المشاريع المحلية عن كثب ومدى تنفيذ تعليمات رئيس الجزائري عبد المجيد تبون بخصوص مناطق الظل (الهامش).
جراد قال إن الحكومة الجزائرية لديها إحصائيات حول مناطق الهامش وتتابع بدقة عملية التنمية فيها، وشدد على أنه تحدي كبير يرجع بالأساس إلى استرجاع الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة الجزائرية، مشددا على أن الهيئات الحكومية ستراقب عن كثب كل المشاريع، مُشيرا إلى أنه يجب عدم قبول أي مبررات تجاه تسجيل أي تأخير في إنجازها.
وتطرق جراد للحديث مُطولا على الجائحة التي تمُرُ بها البلاد، وأكد في مدينة تندوف، على أننا ” سنصلي في المساجد لما يرفع عنا الوباء”، ردا على المُطالبين برفع الحجر عن المساجد، وحمل من جهة اُخرى مسؤولية العودة القوية لوباء كورونا في الأيام الأخيرة إلى من وصفهم بـ ” المُتهورين ” و ” الراغبين في بث الفوضى في البلاد “.
وقال: ” هناك فئة من المواطنين غير واعية بالمخاطر الصحية تتحمل مسؤولية تطور جائحة كورونا ببلادنا في الأسابيع الأخيرة، ومن لا يحترم شروط الوقاية ووضع الكمامة، يتحمل مسؤولية غير مباشرة في وفاة بعض الجزائريين ما داموا لم يحموا أنفسهم”.