مرصد مينا – هيئة التحرير
مع تزايد الجدل حول إفراج سلطات مخيم الهول، شمال شرق سوريا، عن مئات المرتبطين بتنظيم داعش، الموقوفين في المخيم، تحذر منظمات دولية من خطر وظروف كارثية تهدد حياة مئات الآطفال الموجودين داخل المخيم.
وكانت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تدير المخيم، قد أعلنت قبل أيام إفراجها عن 350 شخصاً معتقل بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش، مشيرةً إلى أن معظم المفرج عنهم ينحدرون من بلدات ريف دير الزور الشرقي، وأن الافراج عنهم جاء بموجب كفالة وجهاء عشائرية.
شتاء ساخن ووفيات بالجملة
تزامناً مع تنامي التحذيرات من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، داخل المخيمات، يشير ناشطون إغاثيون من المنطقة، لمرصد مينا، إلى أن المخيم على موعد مع كارثة محققة، في حال استمر تراجع الرعاية الصحية والظروف الصعبة، مع دخول فصل الشتاء القادم، لا سيما وأن المنطقة معروفة ببردها القارص خلال الليل، مشيرين إلى أن معدل الوفيات في المخيم قد ارتفع بشكل ملخوظ خلال الأشهر الأخيرة.
إلى جانب ذلك، شدد الناشط “أبو محمد الديري” على أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الظروف الصحية السيئة، وأكثر تعرضاً للخطر في الشتاء القادم، كاشفاً أن سجلات المخيم تؤكد ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال دون سن السادسة، بمعدل 3 أضعاف ما تم تسجيله مطلع العام الجاري.
وكانت سلطات المخيم قد كشفت مؤخراً، عن وفاة 8 أطفال دون سن 6 سنوات، خلال أسبوع واحد، وسط انتقادات دولية وحقوقية للظروف الصعبة، التي يعيش فيها سكان المخيم، سواء أكانوا من النازحين أو من عوائل عناصر تنظيم داعش، المحتجزين في أقسام خاصة.
في السياق ذاته، أوضح “الديري” أن أسباب وفاة الأطفال الخمسة المذكورين، ارتبطت بسوء التغذية ووتراجع معدل الخدمات الصحية وقلة الأدوية، وأن الأطفال ينحدرون من جنسيات عراقية وسورية وجنسيات أجنبية أخرى، مؤكداً أن الظروف أخذت تسوء بشكل كبير قبل دخول فصل الشتاء.
وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف، “هنرييتا فور”، قد كشفت في وقت سابق، عن وجود نحو 40 ألف طفل ينحدرون من 60 جنسية مختلفة، مجذرة من تبعات كارثية لاستمرار احتجازهم في المخيم يشكل قسري.
انعدام الخدمات وضحايا الأدوية المهربة
إلى جانب انعدام الخدمات وفقدان الأمن الغذائي والتعليم، يشير العامل في إحدى الفرق الطبية داخل المخيم، لمرصد مينا، إلى أن انهيار المنظومة الصحية وعدم توافر الأدوية، أوقع مئات الأطفال ضحية للأدوية المهربة والمزورة، التي بدأت بالدخول إلى المخيم، عبر سماسرة مدعومين من أصحاب نفوذ داخل المخيم، مشدداً على أن تلك الأدوية باتت تنتشر في المخيم كأدوية بديلة خاصةً للأطفال.
وكانت تقارير إعلامية قد أعلنت قبل أسابيع عن إصابة 25 طفلاً في مخيم الهول بمضاعفات صحية بسبب تناولهم مجموعة من الأدوية، التي تم تهريبها إلى داخل المخيم، لافتةً إلى الأعراض شملت حالات اختناق وتسمم ومشاكل في الجهاز الهضمي.
في السياق ذاته، يكشف العامل الإغاثي، الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن طرق التهريب عموماً إلى داخل المخيم، غالباً ما ترتبط بسائقي سيارات الخدمة المتعاقدين مع المخيم، والذي في بعض الأحيان يرتبطون بعلاقات مع بعض الحراس، موضحاً أن تلك الأدوية يتم تهريبها سواء عن طريق صهاريح نقل المياه إلى داخل المخيم، أو شحنات نقل المواد الغذائية أو الإغاثية.
كما يؤكد الناشط لمرصد مينا، إلى أن حياة البؤس والفقر والظروف المأساوية في المخيم، حولته إلى ساحة يستغلها تجار الأزمات، لبناء ثروات طائلة، على حساب الفقراء والبائسين المقيمين في المخيم، مناشداَ الجهات الدولية التدخل لانقاذ أطفال المخيم من كارثة إنسانية وشيكة، مع بدء تراجع درجات الحرارة في المنطقة ذات المناخ الصحراوي.