مرصد مينا – السودان
حذرت دول غربية الجيش السوداني من مغبة الانفراد بقرار تعيين رئيس وزراء جديد عقب استقالة عبد الله حمدوك من المنصب، فيما شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، انقطاعاً للإنترنت قبيل تظاهرات جديدة دعت إليها مجموعات مدنية عدة، بينما أغلقت الطرق الرئيسية، ويتوقع أن تتجه المسيرات إلى القصر الرئاسي وسط العاصمة، كما حصل سابقا.
يشار أن هذه هي الجولة الرابعة عشرة من الاحتجاجات منذ الاجراءات الاستثنائية التي فرضتها القوات المسلحة في البلاد، يوم 25 أكتوبر الماضي (2021)، لجان محلية عدة في الخرطوم، ومجموعات سياسية وناشطين.
وكانت العاصمة شهدت أيضا يوم الثلاثاء الماضي مسيرات حاشدة ضد ما وصف بـ “الحكم العسكري”، واحتجاجاً على سقوط قتلى في صفوف المتظاهرين الأسبوع الماضي.
جاءت تلك التظاهرات حينها بعد يومين من استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي شغل المنصب من عام، 2019 إلى أن حل الجيش الحكومة في أكتوبر، ثم أعيد للمنصب يوم 21 نوفمبر في إطار اتفاق مع قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قوبل برفض واسع من قبل المحتجين.
يذكر أنه منذ فرض القوات الأمنية في 25 أكتوبر الماضي إجراءات استثنائية، وحل الحكومة، وتوقيعها لاحقا اتفاقا سياسيا مع حمدوك ثبت الشراكة بينهما، تتواصل الاحتجاجات من قبل تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، تعبيرا عن رفضهم لمشاركة العسكر، مطالبين بحكم مدني صرف ينقل البلاد إلى الديمقراطية الخالصة.
وقد أوقعت تلك الاحتجاجات نحو 57 قتيلاً من المدنيين، بحسب ما أعلنت لجنة الأطباء السودانية مؤخرا.
في السياق نفسه حث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة القيادات السودانية إلى احترام حرية التعبير في البلاد، وحماية المدنيين وحقهم بالتجمع السلمي، منبهاً إلى أن المجتمع الدولي لن يعترف برئيس وزراء أو حكومة تشكل من جانب واحد، في إشارة إلى تعيينها من قبل المكون العسكري.
وأوضح بيان صادر عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والنرويج أن وجود حكومة وبرلمان يتمتعان بالمصداقية في السودان خطوة ضرورية لتسهيل استئناف المساعدات الاقتصادية، محذرا من خطر دخول البلد في نزاع. وقالت الدول الغربية إنها لن تدعم رئيس وزراء أو حكومة معينة دون مشاركة واسعة من الجهات المدنية المعنية بالأمر.
وكالة الأنباء السودانية الرسمية ذكرت أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية، مولي فيي، أجرت إتصالا ها تفيا مع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تناول ضرورة استكمال ترتيبات الانتقال الديمقراطي في البلاد وصولا إلى انتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.
وقالت فيي إنها تدعم قيام حوار سوداني سوداني لتجاوز الأزمة الراهنة، وأعلنت استعداد بلادها والمجتمع الدولي كافة لتقديم كل ما من شأنه مساعدة السودانيين لتحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي في بلادهم. وأشارت إلى إمكانية الاستفادة من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في أداء دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية،