مرصد مينا
ذات يوم وكانت حرب فيتنام، التصق العار بالجبين الأمريكي يوم سجل فرانسيس كوبولا، تلك اللقطة القاتلة لفتاة عارية تفرّ من وقع القنابل عارية في مستنقعات الأرزّ، وما لاشك فيه، أن تلك اللقطة لاتساوي في هولها وقسوتها، تلك اللقطات بالغة القسوة لفرار آلاف من المدنيين أطفالاً ونساء غزاويين، إلى حيث “لايدرون” ولأهداف لايدركونها.. ستكون المشاهد أكثر قسوة وإيلاماً، وكان على الإعلام الغربي، ومن بينه غارديان البريطانية أن تقول ما يشبه هذا، دون أن تنسى توجيه رسالة للـ “سياسيين”، لـ “أن يكونوا واضحين بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار”، مابعد مقتل نحو 30 ألف فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية، يُعتقد أن أكثر من ثلثيهم في القطاع الساحلي من النساء والأطفال، كما يُعتقد أن آلافا آخرين مدفونون تحت الأنقاض”.
حسناً أن تنبهت الصحيفة إلى أنه “من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كنصير للقيم العالمية، ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة”.
ما يعني أنها التفتت إلى الجانب الأخلاقي، من تهتك قوى الحرب، ومن بينهم جو بايدن، الذي لابد ويحمل مفتاح إطفائها، دون إغفال أنه يتدحرج إلى نهاية عمره، لتكون رسالته الأخيرة رسالة هي باختصار “ذيل يطارد كلبه”، وهو حاله مع الإسرائيليين الذين يطاردونه، مع عدم نسيان اعتبار أن “السياسة الدولية ليست مسرحية أخلاقية”. لكن “حالة القتال في غزة تشير إلى أن هذا الاحتمال بعيد، ولن يكون من الممكن إنهاء المهمة إلا بتكلفة باهظة لا يمكن تسويغها بالنسبة لحياة الفلسطينيين” وكذا “وحياة الأسرى الإسرائيليين” أيضاً.
من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كنصير للقيم العالمية، ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة.. هذا ما تقر به الغارديان، لتؤكد المطلوب، فما المطلوب؟
المطلوب ” هو إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وإحلال السلام الإسرائيلي- الفلسطيني الدائم على أساس حل الدولتين. ولكن لا يبدو أن أياً من هذا ممكن في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي سحب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، وفده من محادثات في القاهرة حول اتفاق محتمل لهدنة وإطلاق سراح السجناء، مما أثار غضب عائلات المحتجزين في الداخل، وأزعج حلفاء إسرائيل في الخارج. وكان نتنياهو قد استسلم لتهديدات المتطرفين في حكومته بالإطاحة به إذا توصل إلى اتفاق “متهور” مع حماس. وهذه هي نتيجة ذيل القومية المتطرفة الذي يهز كلب اليمين”.
الغارديان اكدت على أنه “ذات يوم، كانت الدبلوماسية الرئاسية الأمريكية تقوم على التحدث بهدوء وحمل عصا غليظة”. وعلى النقيض من ذلك الآن، ففي غزة، يتحدث بايدن بصوت عالٍ ويحمل عصا صغيرة. وتريد الولايات المتحدة وقفا مؤقتا لإطلاق النار يرتبط بالإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين وزيادة تدفق المساعدات. وإذا كان استخدام كلمة “مؤقت” هو محاولة لتهدئة سموتريتش وبن غفير، فمن المرجح أن تفشل واشنطن. ورفضت الحكومة الإسرائيلية نهاية هذا الأسبوع الإملاءات الدولية”.
الصحيفة ختمت بالقول إنه “من المؤسف أن الساسة والمسؤولين في الغرب رفعوا القيود وأيدوا تصرفات إسرائيل غير المتناسبة باعتبارها دفاعاً عن النفس”، وبعد أن حتمت بذلك التفت على ماقالت لتضيف” لإسرائيل كل الحق في السعي للانتقام من أولئك الذين قتلوا مواطنيها، ولكن ليس لها الحق في ذبح المدنيين الأبرياء على نطاق لا يمكن تصوره”.
ـ حال غارديان كما حال جو بايدن:
ـ ذيل يطارد كلبه.